(منبتها في مسك أبيض) وصف لأرض الجنة في طيبها وريحها (أحلى من العسل وأشد بياضا من الثلج وأطيب ريحا من المسك) أي ثمرتها أحلى - إلى آخره أو وصف للشجرة باعتبار ثمرتها (فيها أمثال ثدي الأبكار) أي في الشجرة أثمار مشبهة بثدي الأبكار في الهيئة والمقدار وكان المراد بها الرمان، والثدي بالفتح يذكر ويؤنث والتذكير أكثر وقيل: يؤنث والتذكير مجاز.
وقوله: (تعلو من سبعين حلة) من حلل الجنة ترشيح ووصف للثدي بالنور والضياء وللحلة بالرقة والصفاء للترغيب والتنشيط، والجملة حال عن الثدي.
(وقال خير العبادة قول: لا إله إلا الله - والاستغفار) يحتمل أن يكون المراد أن مجموع التوحيد والاستغفار من حيث المجموع خير العبادة لكن فيه شيء لأنك قد عرفت أن التوحيد وحده خير العبادة فما الفائدة في ضم الاستغفار معه والحكم على المجموع بالخيرية، ويمكن الجواب بأن الخيرية تقبل التشكيك فهذا الفرد منها أكمل من السابق، ويحتمل أن يكون المراد أن كل واحد منهما خير العبادة أما الأول فلما عرفت مما ذكرنا وأما الثاني فلأن الاستغفار في نفسه عبادة لكونه غاية الخشوع والتذلل والرجعة إليه سبحانه ومع ذلك سبب لمحو الذنوب الصغيرة والكبيرة جميعا الذي يوجب طهارة النفس وحصول القرب إليه سبحانه; لأن المعصية مانعة منه وأما غيره من العبادات وإن كان مكفرا للذنوب لكن ليس بهذه المثابة.