منذ اليوم (1).
هذا بعض ما ورد من طرق العامة، وأما ما ورد من طرق الخاصة فنقتصر على ما في الزيارة التي اكتفى بها الصدوق في من لا يحضره الفقيه، وقال: " إنها أصح الروايات عندي من طريق الرواية، وفيها بلاغ وكفاية " والسند معتبر عن الصادق (عليه السلام):
" أشهد أن دمك سكن في الخلد، واقشعرت له أظلة العرش، وبكى له جميع الخلائق، وبكت له السماوات السبع والأرضون، وما فيهن وما بينهن، ومن يتقلب في الجنة والنار من خلق ربنا، وما يرى وما لا يرى " (2). ولا مقام أرفع من هذا المقام، فإن سكنى دمه الذي هو من عالم الدنيا ودار الفناء في دار البقاء وجنة الخلد، يكشف عن انقلاب الدم الذي هو من عالم الملك بمجاورة روحه إلى عالم الملكوت، وأنه بلغ من الطيب والطهارة إلى مرتبة قال الله سبحانه: {إليه يصعد الكلم الطيب} (3).
فما أعظم شأن دم عظمت رزيته على جميع الخلائق من الماديات والمجردات.
هذا ما يتعلق بدمه، ولقد جف القلم مما يتعلق بروحه، وقد قال الله سبحانه: {يا