قال إنه أبتر.
ولقد أقامت الصديقة الحجة القاطعة للعذر على حقها على كل تقدير، فلما منعت عن فدك وقالت إنها حقها الذي أعطاها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حياته، طولبت بالبينة، مع أنها كانت ذات يد على المدعى به، كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): بل كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء (1)، وكان الخصم مدعيا، والبينة على المدعي الذي يخالف قوله قاعدة اليد.
ولو سلم الموضوع لطلب البينة منها، فمرتبة البينة متأخرة عن العلم والإستبانة، ولا يظن بمن كان له أدنى مرتبة من العلم والإيمان أن يحتمل في دعواها مخالفة الواقع، مع أنها كما قالت عائشة: لم يكن أصدق لهجة منها إلا الذي ولدها (2)، وشهد الله بطهارتها عن مطلق الرجس، ونطق الكتاب والسنة بعصمتها (3).
ثم إنها جاءت بعلي (عليه السلام) وأم أيمن للشهادة على حقها، فإذا كانت المدعية مثل هذه الصديقة، والشاهد مثل هذا الصديق، (4) فهل يعقل عدم حصول العلم