الأئمة بزماننا مع الفارق من جهات.
وظني أن تشديد نكير بعض أصحابنا الأخباريين على الأصوليين في تدوين الأصول، وتفرع الأحكام عليها (1)، إنما نشأ من ملاحظة بعض مباحث كتب الأصول، مما هي شبيهة في كيفية الاستدلال والنقض والابرام بكتب العام، فظنوا أن مباني استنباطهم الأحكام الشرعية أيضا شبيهة بهم، من استعمال القياس والاستحسان والظنون، مع أن المطلع على طريقتهم في استنباطها، يرى أنهم لم يتعدوا عن الكتاب والسنة والاجماع الراجع إلى كشف الدليل المعتبر، لا المصطلح بين العامة (2).
نعم، ربما يوجد في بعض كتب الأعاظم لبعض الفروع المستنبطة من الأخبار، استدلالات شبيهة باستدلالاتهم، لمصالح منظورة في تلك الأزمنة، وهذا لا يوجب الطعن على أساطين الدين وقوام المذهب.
والانصاف: أن إنكارهم في جانب الافراط، كما أن كثرة اشتغال بعض طلبة الأصول والنظر إليه استقلالا، وتوهم أنه علم برأسه، وتحصيله كمال النفس (3)، وصرف العمر في المباحث الغير المحتاج إليها في الفقه لهذا التوهم، في