لنا نبأ الناس خلفك، فقال له الفرزدق: من الخبير سألت، قلوب الناس معك، وسيوفهم مع بني أمية، والقضاء ينزل من السماء، واللَّه يفعل ما يشاء، فقال له الحسين: صدقت، للَّه الأمر واللَّه يفعل ما يشاء، وكل يوم ربنا في شأن، ان نزل القضاء بما نحب فنحمد اللَّه على نعمائه، وهو المستعان على أداء الشكر، وان حال القضاء دون الرجاء، فلم يعتد من كان الحق نيته والتقوى سريرته. ثم حرك الحسين راحلته فقال: السلام عليك، ثم افترقا» «1».
3- ذات عرق «2»: ثم سار من الصفاح ومر بوادي العقيق حتى نزل ذات عرق.
روى الطبري بإسناده عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال: «لما خرجنا من مكة كتب عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب إلى الحسين بن علي مع ابنيه عون ومحمّد:
أما بعد، فاني أسألك باللَّه لما انصرفت حين تنظر في كتابي، فاني مشفق عليك من الوجه الذي توجه له أن يكون فيه هلاكك واستئصال أهل بيتك، ان هلكت اليوم طفى ء نور الأرض، فانك علم المهتدين، ورجاء المؤمنين، فلا تعجل بالسير فاني في أثر الكتاب، والسلام.
قال: وقام عبد اللَّه بن جعفر إلى عمرو بن سعيد بن العاص فكلمه، وقال:
اكتب الى الحسين كتاباً تجعل له فيه الأمان، وتمنيه فيه البر والصلة، وتوثق له في كتابك، وتسأله الرجوع لعله يطمئن الى ذلك فيرجع، فقال عمرو بن سعيد: اكتب