من شهر شعبان سنة ستين «١» فلزم الطريق الأعظم فجعل يسير وهو يتلو هذه الآية «٢».«فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ» «3».
قال أبو مخنف «أتى الحسين رضي اللَّه عنه إلى قبر جده صلّى اللَّه عليه وسلّم وبكى وقال: يا جدي اني أخرج من جوارك كرهاً لأني لم ابايع يزيد شارب الخمور ومرتكب الفجور، فبينا هو في بكائه أخذته النعسة فرأى جده صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وإذا هو قد ضمه إلى صدره وقبل ما بين عينيه وقال: يا ولدي يا حبيبي اني أراك عن قليل مرملًا بدماك مذبوحاً من قفاك بأرض يقال لها كربلا، وأنت عطشان وأعداؤك يرجون شفاعتي لا أنالهم اللَّه ذلك. يا ولدي يا حبيبي ان أباك وأمك وجدتك وأخاك وعمك وعم أبيك وأخوالك وخالاتك وعمتك هم مشتاقون اليك، وان لك في الجنة درجة لن تنالها إلا بالشهادة، وانك وأباك وأخاك وعمك وعم أبيك شهداء تحشرون زمرة واحدة حتى تدخلون الجنة بالبهاء والبهجة. فانتبه من نومه فقصّها على أهل بيته فغموا غماً شديداً، ثم تهيأ على الخروج» «4».
قال السيد ابن طاووس: «فلما كان في السحر ارتحل الحسين عليه السّلام، فبلغ ذلك ابن الحنفية فأتاه فأخذ زمام ناقته التي ركبها فقال له: يا أخي ألم تعدني النظر في ما سألتك؟ قال: بلى، قال: فما حداك على الخروج عاجلًا؟ فقال: أتاني رسول اللَّه بعد ما فارقتك، فقال: يا حسين أخرج فان اللَّه قد شاء أن يراك