لكن ريب الزمان ذو نكدٍ | والكف منا قليلة النفقة |
قال: فأخذها الاعرابي وولّى وهو يقول:
مطهرون نقيّات جيوبهم | تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا | |
وأنتم أنتم الأعلون عندكم | علم الكتاب وما جاءت به السور | |
من لم يكن علوياً حين تنسبه | فما له في جميع الناس مفتخر» «١» |
وقال الخوارزمي: «سأل رجل الحسين حاجة، فقال له: يا هذا سؤالك اياي يعظم لدي ومعرفتي بما يجب لك يكبر علي، ويدي تعجز عن نيلك بما أنت أهله، والكثير في ذات اللَّه قليل وما في ملكي وفاء بشكرك، فان قبلت بالميسور، دفعت عني مرارة الاحتيال لك، والاهتمام بما أتكلف من واجب حقّك. فقال الرجل: أقبل يا ابن رسول اللَّه حقك اليسير وأشكر العطية، وأعذر على المنع.
فدعا الحسين بوكيله وجعل يحاسبه على نفقاته حتى استقصاها، ثم قال له: هات الفاضل من الثلاثمائة ألف، فأحضر خمسين ألفاً قال: فما فعلت الخمسمائة دينار؟
قال: هي عندي، قال: احضرها، قال: فدفع الدراهم والدنانير إلى الرجل وقال:
هات من يحمل معك هذا المال فأتاه بالحمالين فدفع اليهم الحسين رداءه لكراء حملهم حتى حملوه معه، فقال مولى له: واللَّه ما بقي عندنا درهم واحد فقال: لكني أرجو أن يكون لي بفعلي هذا أجر عظيم» «2».
وقال: «خرج الحسن عليه السّلام إلى سفر فأضل طريقه ليلًا، فمر براعي غنم فنزل عنده فألطفه وبات عنده، فلما أصبح دله على الطريق فقال له الحسن:
اني ماض إلى ضيعتي ثم أعود إلى المدينة، ووقّت له وقتاً وقال له: تأتيني به، فلما