ففقر معه صبر قال: فان أخطأه ذلك؟ قال: فصاعقة تنزل من السماء فتحرقه، فضحك الحسين ورمى بصرة اليه فيها ألف دينار، واعطاه خاتمه وفيه فصّ قيمته مائتا درهم وقال له: يا اعرابي أعط الذهب لغرمائك واصرف الخاتم في نفقتك، فأخذ الاعرابي ذلك منه ومضى وهو يقول: اللَّه أعلم حيث يجعل رسالته» «١».
وروى ابن عساكر باسناده عن الذيال بن حرملة، قال: «خرج سائل يتخطى أزقة المدينة حتى أتى باب الحسين بن علي فقرع الباب وأنشأ يقول:
لم يخب اليوم من رجاك ومن | حرّك من خلف بابك الحلقة | |
فأنت ذو الجود أنت معدنه | أبوك قد كان قاتل الفسقة |
قال: وكان الحسين بن علي واقفاً يصلي، فخفف من صلاته وخرج إلى الاعرابي فرأى عليه أثر ضر وفاقة، فرجع ونادى بقنبر فأجابه: لبيك يا ابن رسول اللَّه. قال: ما تبقى معك من نفقتنا؟ قال: مائتا درهم أمرتني بتفريقها في أهل بيتك، قال: فهاتها فقد أتى من هو أحق بها منهم، فأخذها من قنبر، وخرج فرفعها إلى الاعرابي وانشأ يقول:
خذها فإني اليك معتذر | واعلم بأني عليك ذو شفقة | |
لو كان في سيرنا الغداة عصاً | كانت سمانا عليك مندفقة |