وقال المدائني، عن أبي مخنف عن يوسف بن يزيد قال. فقال عبد الله بن الزبير الأسدي:
إذا كنت لا تدرين ما الموت فانظري * إلى هانئ في السوق وابن عقيل إلى بطل قد هشم السيف وجهه * وآخر يهوى من طمار قتيل ترى جسدا قد غير الموت لونه * ونضح دم قد سال كل مسيل أصابهما امر الأمير فأصبحا * أحاديث من يسعى بكل سبيل أيركب أسماء الهماليج آمنا * وقد طلبته مذحج بذحول تطيف حواليه مراد وكلهم * على رقبة من سائل ومسول فان أنتم لم تثأروا بأخيكم * فكونوا بغايا أرضيت بقليل قالوا: وكان مسلم قد كتب إلى الحسين " ع " بأخذ البيعة له واجتماع الناس عليه وانتظارهم إياه فأزمع الشخوص إلى الكوفة ولقيه عبد الله بن الزبير في تلك الأيام ولم يكن شئ أثقل عليه من مكان الحسين بالحجاز ولا أحب إليه من خروجه إلى العراق طمعا في الوثوب بالحجاز وعلما بأن ذلك لا يتم له إلا بعد خروج الحسين " ع " فقال له: على أي شئ عزمت يا أبا عبد الله؟ فأخبره برأيه في إتيان الكوفة واعلمه بما كتب به مسلم بن عقيل إليه فقال له ابن الزبير: فما يحبسك فوالله لو كان لي مثل شيعتك بالعراق ما تلومت في شئ وقوى عزمه ثم انصرف. وجاء به عبد الله بن عباس وقد اجمع رأيه على الخروج وحققه فجعل يناشده في المقام ويعظم عليه القول في ذم أهل الكوفة وقال له: إنك تأتي قوما قتلوا أباك وطعنوا أخاك وما أراهم إلا خاذليك، فقال له: هذه كتبهم معي وهذا كتاب مسلم باجتماعهم فقال له ابن عباس: اما إذ كنت لابد فاعلا فلا تخرج أحدا من ولدك ولا حرمك ولا نسائك فخليق ان تقتل وهم ينظرون إليك كما قتل ابن عفان، فأبى ذلك ولم يقبله قال: فذكر من حضره يوم قتل وهو يلتفت إلى حرمه وإخوته وهن يخرجن