رسول اللَّه عند إختلافنا في القدر وحيرتنا في الاستطاعة فأخبرنا بالذي عليه رأيك ورأي آبائك عليهم السلام، فإن من علم اللَّه علمكم وأنتم شهداء على النّاس واللَّه الشاهد عليكم «ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ» «١».
فأجابه الحسن عليه السّلام: بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم، وصل إلي كتابك، ولولا ما ذكرته من حيرتك وحيرة من مضى قبلك إذاً ما أخبرتك، أما بعد فمن لم يؤمن بالقدر خيره وشره ان اللَّه يعلمه فقد كفر، ومن أحال المعاصي على اللَّه فقد فجر، إن اللَّه لم يطع مكرها ولم يعص مغلوباً، ولم يمهل العباد سدى من المملكة، بل هو المالك لما ملكهم والقادر على ما عليه أقدرهم، بل أمرهم تخييراً ونهاهم تحذيراً، فان ائتمروا بالطاعة لم يجدوا عنها صاداً، وان انتهوا إلى معصية فشاء أن يمن عليهم بأن يحول بينهم وبينها فعل، وان لم يفعل فليس هو الذي حملهم عليها جبراً ولا ألزموها كرهاً بل من عليهم بأن بصرهم وعرفهم وحذرهم وأمرهم ونهاهم، لا جبلًا لهم على ما آمرهم به فيكونوا كالملائكة ولا جبراً لهم على ما نهاهم عنه ف «لِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ» «2» والسلام على من اتبع الهدى» «3».
وروى المجلسي في أسئلة أميرالمؤمنين عليه السّلام: «يا بني ما العقل؟ قال:
حفظ قلبك ما استودعه، قال: فما الجهل؟ قال: سرعة الوثوب على الفرصة قبل الاستمكان منها والإمتناع عن الجواب، ونعم العون الصمت في مواطن كثيرة وان