قال ابن كثير: «وقد كان الصديق يجلّه ويعظّمه ويكرمه ويحبه ويتفداه، وكذلك عمر بن الخطاب، فروى الواقدي عن موسى بن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه: أن عمر لما عمل الديوان فرض للحسن والحسين مع أهل بدر في خمسة آلاف خمسة آلاف. وكذلك كان عثمان بن عفان يكرم الحسن والحسين ويحبهما، وقد كان الحسن بن علي يوم الدار وعثمان بن عفان محصور عنده ومعه السيف متقلداً به يحاجف عن عثمان، فخشي عثمان عليه فأقسم عليه ليرجعن إلى منزلهم تطييباً لقلب علي وخوفاً عليه، وكان علي يكرم الحسن إكراماً زائداً ويعظمه ويبجله، وقد قال له يوماً: يا بني ألا تخطب حتى اسمعك، فقال: إني استحي أن اخطب وأنا أراك، فذهب علي فجلس حيث لا يراه الحسن ثم قام الحسن في الناس خطيباً وعلي يسمع فأدى خطبة بليغة فصيحة، فلما انصرف جعل علي يقول:«ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ» «1» وقد كان ابن عباس يأخذ الركاب للحسن والحسين إذا ركبا، ويرى هذا من النعم عليه وكانا إذا طافا بالبيت يكاد الناس يحطمونهما مما يزدحمون عليهما- رضي اللَّه عنهما وارضاهما- وكان ابن الزبير يقول: واللَّه ما قامت النساء عن مثل الحسن بن علي» «2».
قال ابن حجر: «وكان الحسن رضي اللَّه عنه سيداً كريماً حليماً زاهداً، ذا سكينة ووقار وحشمة جواداً ممدوحاً» «3».
قال سبط ابن الجوزي: «وكان عليه السّلام من كبار الأجواد، وله الخاطر