وآله وسلّم بيده في مواطن كثيرة منها يوم بدر «1».
الحافظ الكنجي «2»:
قال أبو عبداللَّه محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي: وكان علي عليه السّلام كبير البطن، وكان يسمى الأنزع البطين، والمشهور من الأنزع أنه الذي إنحسر الشعر عن جانبي جبهته، وقيل: هو الأنزع من الشرك لأنه لم يشرك باللَّه تعالى طرفة عين، وقد سألت بعض مشايخي عن معنى قولهم:- كرم اللَّه وجهه- فقال:
يعنون بذلك أنه لم يسجد لصنم فكرمه اللَّه تعالى عن السجود لغيره. ويقال: هو البطين من العلم لغزاره علمه وفطنته وحدة فهمه، كان عنده عليه السّلام لكل معضلة عتادٌ ورزق خشية اللَّه عزّوجل، ولهذا كان أعلم الصحابة، ويدل على أنه كان أعلم الصحابة الإجمال والتفصيل.
أما الإجمال: فهو أن علياً كان في أصل الخلقة في غاية الذكاء والفطنة والاستعداد للعلم، وكان النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أفضل الفضلاء وخاتم الأنبياء، وكان علي عليه السّلام في غاية الحرص على طلب العلم، وكان النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في غاية الحرص على تربيته وارشاده إلى اكتساب الفضائل، ثم ان علياً عليه السّلام بقي في أول عمره في حجر النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وفي كبره صار ختناً له، وكان يدخل عليه في كل الأوقات. ومن المعلوم أن التلميذ إذا كان في غاية الحرص والذكاء في التعلم، وكان الأستاذ في غاية الحرص على التعليم، ثم اتفق لهذا التلميذ أن اتصل بخدمة مثل هذا الأستاذ من زمن الصغر، وكان ذلك الإتصال بخدمته حاصلًا في كل الأوقات، فانه يبلغ ذلك التلميذ في العلم