ابن أبي الحديد المعتزلي «٢»:
قال ابن أبي الحديد: «ما أقول في رجل تحبه أهل الذمة على تكذيبهم بالنبوة، وتعظمه الفلاسفة على معاندتهم لأهل الملة، وتصور ملوك الفرنج والروم صورته في بيعها وبيوت عبادتها حاملًا سيفه مشمراً لحربته، وتصور ملوك الترك والديلم صورته على أسيافها، كان على سيف عضد الدولة ابن بويه وسيف أبيه ركن الدولة صورته، وكان على سيف ألب ارسلان وابنه ملكشاه صورته، كأنهم يتفاءلون به النصر والظفر، وما أقول في رجل أحب كل أحد أن يتكثر به وودّ كل أحد أن يتجمل ويتحسن بالانتساب اليه، حتى الفتوة التي احسن ما قيل في حدها أن لا تستحسن من نفسك ما تستقبحه من غيرك، فان أربابها نسبوا أنفسهم اليه وصنفوا في ذلك كتباً، وجعلوا لذلك اسناداً أنهوه إليه وقصروه عليه وسموه سيد الفتيان وعضدوا مذهبهم بالبيت المشهور المروي انه سمع من السماء يوم أحد:
لا سيف إلّاذو الفقار | ولا فتى إلّاعلي «٣» |