صلّى الاله على جسم تضمّنه | قبر فأصبح فيه العدل مدفوناً | |
قد حالف الحق لا يبغي به بدلًا | فصار بالحق والايمان مقروناً |
قال معاوية: ومن ذلك؟ فقالت: علي بن أبي طالب، قال: وما صنع بك حتى صار عندك كذلك؟ قالت: قدمت عليه في رجل ولّاه صدقتنا، فكان بيني وبينه ما بين الغث والسمين، فأتيت علياً لأشكو إليه ما صنع، فوجدته قائماً يصلي، فلما نظر إلي انفتل من صلاته، ثم قال لي برأفة وتعطف: ألك حاجة؟ فأخبرته الخبر، فبكى، ثم قال: اللهم انك أنت الشاهد علي وعليهم أني لم آمرهم بظلم خلقك ولا بترك حقّك، ثم أخرج من جيبه قطعة جلد كهيئة طرف الجراب، فكتب فيها بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم «قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ» «١» «وَلَا تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ» «٢» «بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ» «3» إذا قرأت كتابي فاحتفظ بما في يديك من عملنا حتى يقدم عليك من يقبضه منك والسلام، فأخذته منه، واللَّه ما ختمه بطين ولا حزمه بحزام. فقال معاوية: اكتبوا لها بالأنصاف لها والعدل عليها، فقالت: إلى خاصة أم لقومي عامة؟ قال: وما أنت وغيرك؟ قالت: هي واللَّه اذن الفحشاء واللؤم إن لم يكن عدلًا شاملًا وإلّا فأنا كسائر قومي، قال: هيهات لمظكم ابن أبي