قادتنا كيف نعرفهم - آية الله العظمى السيد محمد هادي الحسيني الميلاني - ج ٣ - الصفحة ٣٥٢
دخلت عليه سلمت فقال لها: كيف أنت يا ابنة الأشتر؟ قالت: بخير يا أمير المؤمنين، قال لها: أنت القائلة لأبيك [لأخيك ]:
شمر كفعل أبيك يا ابن عمارة يوم الطعان وملتقى الأقران
وانصر علياً والحسين ورهطه واقصد لهند وابنها بهوان
إن الإمام أخا النبيّ محمّد علم الهدى ومنارة الايمان
فقد الجيوش وسر أمام لوائه قدماً بأبيض صارم وسنان

قالت: أي واللَّه ما مثلي من رغب عن الحق أو اعتذر بالكذب، قال لها: فما حملك على ذلك؟ قالت: حب علي واتباع الحق، قال: فواللَّه ما أرى عليك من أثر علي شيئاً، قالت: يا أمير المؤمنين مات الرأس وبتر الذنب فدع عنك تذكار ما قد نسي وإعادة ما مضى، قال: هيهات ما مثل مقام أخيك ينسى وما لقيت من قومك وأخيك، قالت: صدقت واللَّه يا أمير المؤمنين ما كان أخي خفي المقام ذليل المكان ولكن كما قالت الخنساء:
وان صخراً لتأتم الهداة به كأنه علم في رأسه نار

وباللَّه أسأل أمير المؤمنين إعفائي مما استعفيت منه، قال: قد فعلت، فقولي ما حاجتك؟ قالت: يا أمير المؤمنين إنك أصبحت للناس سيداً ولأمرهم متقلداً واللَّه سائلك من أمرنا وما افترض عليك من حقنا. ولا يزال يقوم علينا من ينوء بعزك ويبطش بسلطانك فيحصدنا حصد السنبل ويدوسنا دوس البقر ويسومنا الخسيسة ويسلبنا الجليلة. هذا بسر بن أرطاة «1» قدم علينا من قبلك فقتل رجالي

(1) هو بسر بن أرطاة وكان معاوية في أيام علي سيره إلى الحجاز واليمن ليقتل شيعة علي ويأخذ البيعة، فسار إلى المدينة، ففعل بها أفعالًا شنيعة، وسار إلى اليمن، وكان عليها عبيداللَّه بن العباس من قبل علي فهرب عبيداللَّه، فنزلها بسر وذبح عبد الرحمن وقثم ابني عبيد اللَّه، وهما صغيران بين يدي أمهما عائشة بنت عبد المدان، فأصابها من ذلك حزن عظيم ذيل العقد الفريد ج 2 ص 103.
(٣٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 ... » »»
الفهرست