قادتنا كيف نعرفهم - آية الله العظمى السيد محمد هادي الحسيني الميلاني - ج ٣ - الصفحة ٢٢٩
أبو بكر يمنع فاطمة وبني هاشم من سهمهم:
روى ابن أبي الحديد عن أبي بكر الجوهري: «ان أبا بكر منع فاطمة وبني هاشم سهم ذوي القربى وجعله في سبيل اللَّه، في السلاح والكراع» «١».
«... وكان أبو بكر يقسم الخمس نحو قسم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، غير انه لم يكن يعطي قربى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ما كان يعطيهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم» «٢».
قال الزمخشري: «وعن ابن عباس رضي اللَّه عنه: انه كان على ستة أسهم:
للَّه وللرسول سهمان وسهم لاقاربه حتى قبض، فأجرى أبو بكر رضي اللَّه عنه الخمس على ثلاثة» «٣».
قال أبو عبيد: «حدثني عبد الرحمان بن مهدي، عن سفيان، عن قيس بن مسلم قال: سألت الحسن بن محمّد عن قوله:«وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْ ءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى ...» «4» فقال: هذا مفتاح كلام، للَّه الدنيا والآخرة، ثم اختلف الناس في هذين السهمين بعد وفاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.

(١) شرح نهج البلاغة ج ١٦ ص ٢٣١، قال الشيخ باقر القرشي: «والخمس حق مفروض لآل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم نص عليه القران الكريم ... وقد اجمع المسلمون على ان النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كان يختص بسهم من الخمس، ويخص اقاربه بسهم آخر منه، وكانت هذه سيرته إلى أن أختاره اللَّه الى الرفيق الاعلى، ولما ولى أبو بكر اسقط سهم النبي وسهم ذي القربى، ومنع بني هاشم من الخمس وجعلهم كغيرهم، وقد أرسلت اليه بضعة الرسول وريحانته فاطمة الزهراء عليها السّلام تسأله أن يدفع اليها ما بقي من خمس خيبر فأبي أن يدفع اليها شيئاً، وقد ترك شبح الفقر مخيماً على آل النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وحجب عنهم أهم مواردهم الاقتصادية التي فرضها اللَّه لهم» (حياة الامام الحسين بن علي عليه السّلام ج ١ ص ٢٥٩).
(٢) سنن أبي داود ج ٣ ص ٢٠١.
(٣) تفسير الكشاف ج ٢ ص ١٥٩.
(٤) سورة الأنفال: ٤١.
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 234 235 ... » »»
الفهرست