وقال: «ويكفي من فضلها ما أخرجه الشيخان في فضلها عن عائشة، قالت: أقبلت فاطمة تمشي كأنّ مشيها مشي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: مرحباً بابنتي، واجلسها عن يمينه ثم اسرّ اليها حديثاً فبكت ثم أسرّ اليها حديثاً فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم أقرب فرحاً من حزن فسألتها عمّا قال، فقالت: ما كنت لأفشي على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم سرّه، فلمّا قبض سألتها فأخبرتني أنه قال: انّ جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة وأنّه عارضني العام مرتين وما اراه الّا قد حضر أجلي، وانك أوّل أهل بيتي لحوقاً بي ونعم السلف أنا لك، فبكيت، فقال: ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء العالمين؟
فضحكت. وهذا الحديث أثبّته في كتابي زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم في حرف الميم، وهو صريح في كونها سيدة نساء العالمين.
وقد وردت في فضلها أحاديث كثيرة غير هذا، فمن جعله اللَّه كفؤاً لسيدة نساء العالمين فهو بالضرورة سيّد العرب وسيد آل البيت أجمعين، وقد ورد حديث بكونه سيد العرب مروي عن الحسن بن علي لما رواه الفضائلي وغيره، قال الحسن: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ادعوا لي سيد العرب يعني عليّاً قالت عائشة: ألست سيّد العرب؟ قال: أنا سيّد ولد آدم وعليّ سيّد العرب، فلمّا جاء أرسل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى الانصار فأتوه فقال لهم: يا معشر الأنصار، ألا أدلّكم على ما ان تمسكتم به لن تضلّوا بعدي أبداً؟ قالوا: بلى يا رسول اللَّه، قال: هذا علي، فأحبّوه بحبي واكرموه بكرامتي، فانّ جبريل عليه السلام أخبرني بالذي قلت لكم عن اللَّه عزّوجل» «1».
وروى محمّد بن طلحة الشافعي باسناده عن جميع بن عمير التيمي، قال: