الحرارة ومن ثم لم يفرط أهله في السواد ولكنه في الوسط وقريب الأول كثير الحر والمطر والبخار المتغير وأهله إلى النحافة والحذق والذكاء والزهد والعبادة فيه أكثر من غيره ومن ولد منهم ورب الإقليم في عاشره لم يصلح لصنعة أصلا وفيه معدن الزمرد والياقوت والبلخش وعلاج أهله غالبا بالترنجبين والمقل والدار فلفل والكبابة وأمراضهم الحمى والعروق والغب وبادزهرهم التمر هندي بالقند أو سكر النارجيل وإذا احتاجوا إلى إخراج الدم شرطوا جباههم فقط وعرض مدنه من سبع وعشرين إلى ثلاثين. وحد الإقليم الثالث المحكوم للمريخ من الشرق إلى الغرب ستة آلاف ومائتا ميل وعرضه ثلاثمائة وخمسون وحد أوله سبع وعشرون درجة ونصف إلى ثلاث وثلاثين ونصف ويرتفع القطب في وسطه ثلاثين ونصفا وخمسين، ويكون نهاره هناك أربع عشرة ساعة وجباله ثلاث وثلاثون وأنهاره اثنان وعشرون ومدنه مائة واثنان وعشرون أولها شمال الصين فجنوب يأجوج ومأجوج وشمال الهند وجنوب الترك وفيه القندهار وفارس وديار بكر وشمال جزائر العرب حتى يستوعب الفسطاط وأعمالها عدا الصعيد مارا إلى البربر والقيروان إلى البحر وفيه دمشق وفلسطين وطبرية وحوران وعرض كل مدينة فيه ما ذكر في حده، وألوان أهله أصفى من الثاني وأكثر رطوبة وأخف حرا وأشد أمراضا والواقع منهم في الوسط ضعاف الأدمغة والأعصاب كثيرو النزلات وطرفاه أصح رؤوسا والملاقى للثاني منه أفسد أبدانا، وعلاج أهله غالبا بالطلول كالشيرخشك والترنجبين والبكتر وسلافات الأدوية وعصاراتها خير لهم من أجرامها وفيهم اللطف والشبق وفى طرفيه الحمية واليبس لمجاورة الجبال، وتشرب فيه الأدوية من أول السنبلة إلى أول القوس ومن رأس الحمل إلى آخر الجوزاء وينجب فيه القئ والفصد والحقن لفرط الرطوبة وطول الرابع المحكوم للشمس. والإقليم الرابع وعرضه ثلاثمائة ميل وحده ونهاره في الأول كانتهاء الثالث أما وسطه فحيث يرتفع القطب ستا وثلاثين درجة وخمسين دقيقة، وساعاته في غاية الطول أربع عشرة ونصف وجباله خمسة وعشرون وأنهاره اثنان وعشرون ومدنه الكبار مائتان واثنتا عشرة أولها من المشرق شمال الهند والصين وغالب الترك ثم أوساط سجستان وفارس ورساتيق خورستان والعراق وديار بكر وبغداد والموصل وحلب إلى حمص من الشام وتمام جزيرة قبرص قيل وأطراف شمالي مصر ثم يمر على القادسية إلى أن يصل إلى البحر الغربي وأهله أعدل الأقاليم وأصحها وأقل الناس أمراضا، وغالب ما يكثر الحميات ذوات النوب والسعال والرمد أواخر الربيع والقولنج والمفاصل، وبالجملة فغالب أمراضه باردة والنساء فيه تعسر ولادتهن وعلاجهم في الصيف بالأشربة وفى الخريف بالقئ والاسهال وفى الشتاء بالحبوب والمعاجين الحارة وفى الربيع بالفصد وآخر عرض مدنه تسع وثلاثون درجة فهو مع عدله إلى البرد وفيه يمكن رد الأمزجة إلى العدل وقد قيل إنه مأوى أهل النفوس القدسية من الأنبياء والحكماء. وحد الخامس الواقع في قسمة الزهرة من المشرق إلى المغرب ومن الجنوب إلى الشمال سواء وهو مائتان وخمسون ميلا ونهاره وحده مما يلي الرابع كانتهائه أما وسطه فحيث يرتفع القطب إحدى وأربعين درجة وثلثا ونهاره الأطول خمسة عشر كاملة وجباله ثلاثون وأنهاره خمسة عشر ومدنه مائتان آخرها ما عرضه سبع وثلاثون إلى ثلاث وأربعين وثلث وأوله من المشرق وسط يأجوج والترك وفرغانة فشمالي فارس فوسط خراسان وفيه أطراف أذربيجان والجزيرة وأنطاكية بكمالها ثم يقطع خليج القسطنطينية وجنوب هيكل الزهرة ووسط الأندلس إلى البحر وأهله بيض لغلبة البرد يابسو الطبائع لكثرة الجبال والثلوج موخوم لكثرة الأشجار وأمراضهم الفالج والخدر والنقرس والرياح الغليظة والمناضح خير لهم من غيرها وكذا قلة
(٩٠)