وأعمار الأدوية إلى غير ذلك مما قد برهن ولأهل التشريع أوقات العبادة وسعة الفرض وضيقه وما شرط من الأدعية ونحوها بوقت مخصوص كالصوم وإنما اختير هذا التقسيم لقلة الكسور أو عدمها ولذلك جبرت الأقطار في تحرير الحساب.
* (البحث الرابع: في تعداد المدارات التي تختلف بحسبها أحوال العالم) * وهى إما كبار أحدها الدائرة المعروفة بمعدل النهار الكائنة من حركة المحيط وقطباها قطبا التعديل وسميت بذلك لتساوى الشمس سائر المواضع إذا كانت عليها والدائرة باعتبار ذاتها على ما قررناه في جومطريا وأما هنا فباعتبار مادتها وهى نقطة توهمت عند الحركة المقدر بها الزمان وثانيها دائرة فلك البروج وتسمى الحركة الثانية بالنسبة إلى الأولى وهذه هي الحادثة من تقاطع الحركتين على زوايا غير قائمة كما ثبت في ثاني عشر الأولى من إقليدس وقطبا هذه قطبا البروج المسمى ما بينهما البعد وتوسط الشمس هذه الدائرة هو الاعتدال ومجاوزتها هو الميل الكلى وفى هذين اعتدال الربيع والخريف * (حرف الواو) * [ورم] جمعه أورام وكان الملحوظ أجناسه وهى ستة: الاخلاط والمائية والرياح في الأصح فلذلك لم يجمع جمع كثرة وكثيرا ما يترجم بصيغة الجمع والورم مادة غايتها البثر أو الورم كبار البثور عند قوم ويرده عدم استلزام الورم خرق الأغشية والجلد، ولزومه في البثور وفاعله حرارة مفرطة وصورته نتوء عن أصل الخلقة ولو تقديرا كما في السرسام وتحقيقه يستدعى مقدمة هي أن التركيب المدروز أو المركوز أو المتصل بأي نوع كان إذا كان له مبدأ يفيض ما به القوام إلى نهاية بقدر مخصوصين على أنحاء لا تنضبط موجبات تغيرها أو تنضبط لكن يعسر كما هو المرجوح فلا بد وأن يدفع الفاعل إلى القابل ما يجب دفعه في مقدر حكمه ويقترن ذلك بصحة الأسباب فإذا اختلت حدث بالضرورة الخلل في القوابل، ولا شك أن بدن الحيوان كذلك لاشتماله من الأعضاء على مخدوم ورئيس وخادم ومرؤوس وإن اتحد كل عندنا خلافا للجل كما سيرد في التشريح فإذا أفاض من له ذلك ما ينبغي كان القابل طبيعيا حال الصحة مرضيا حال المرض فعليه إن كان الوارد ذا قوام وهو الاخلاط غير الصفراء إجماعا وبها على الأصح وأنكر قوم الورم عن الصفراء للطفها ورد بتسليمه في الرياح وهى ألطف ورد بمنع المقدمة لانعقاد الريح بالتراكم دون الصفراء ورد بتكاثفها قبل المخالطة للغير فالحكم له قلنا قد ثبت تكاثفها في نفسها كما ستراه في الخلط ولئن بحث هذا فليس بمتجه في مطلقها بل إن قيل في الطبيعي منها لم يبعد كان الورم المدرك بالحس من غير كلفة أو غير قوام وهو الريح والمائية فالورم العسر الادراك فهذه بسائطه ثم موضع الورم كل عضو ذي تجويف قابل للتمدد عاجز عن الدفع الطبيعي فخرج بالأول جوهر البسائط كالغشاء وبالثاني نحو العظم وبالثالث الخالي عن الآفة فهذه حدوده وشروطه وقد وضعت الأطباء لبعض أنواع الأورام أسماء فمنها الفلغموني وهو المقول عند القدماء على كل ورم حار وقد خصصه المتأخرون بما كان عن الرطبين مطلقا تساويا أو رجح أحدهما وبعض يسمى ما غلب فيه الدم حمرة فلغمونية وما غلب فيه البلغم فلغمونية الحمرة كما سيأتي في السبات وفى شرح الأسباب أن الرازي ذكره في جدول القاف وهو نتوء يوجب احمرار العضو بكدورة إن غلب الدم وهكذا وكأنه المادي لصورة سقاقليوس إذا لم يعرف الفاعل غاية العلاج فليحذر من الاقدام عليه وسببه الاكثار من الأغذية الرطبة مطلقا والحارة الرطبة شتاء وقلة الاستفراغ والاصحار في الشمس ولبس الصوف وحمل الثقيل والسكر على الامتلاء وكذا الحمام وعلاماته إلا الانتفاخ والتمدد والحمرة الشفافة في معتدله والكدرة في زائد الدم والضربان مطلقا لكن لا يظهر إلا في عضو كثير الحس وشارح