الفيل بعينه وعلاجه الثالث فصد الباسليق من الجهة المخالفة إذا كان المرض في واحدة وإلا فصد في الجهتين وبدئ بفصد خلاف المتأخرة إن تعاقب تولد العلة وإلا بدئ باليمين ويخرج الدم تدريجا بحسب احتمال القوة فإذا نقى البدن كشط الجلد وبثر العروق ليخرج ما فيها فان خشى عود المادة بعد التضميد بما مر من القوابض سل العروق أصلا وعلاج الرابع مركب مما ذكر بحسب الغالب.
واعلم أن امتناع الصفراء هنا مع كونها ساذجة يعنى لا يكون هذا المرض عنها مفردة وإلا فقد يكون عنها مركبة كما يشاهد من صفرة العروق الملتوية فليتفطن لذلك في العلاج. وأما تصريحهم بأن مادة هذا المرض لا يكون عنها تفريح فإقناعي لم يظهر لي تحريره [داحس] يوناني معناه ورم الأظفار وهو انصباب مادة حارة في الأغلب بين الأغشية تنتهى إلى منابت الأظفار فتخبث وتسقطها إن عمت ويلزمها شديد ألم وضربان لشدة حس العضو وكثرة العروق هناك، وعلامته نتوء وحمرة ووجع شديد إن تمحضت الحرارة وإلا كان خفيفا (وسببه) إما توفر مادة أو علاج باليد وقد يكون من خارج كضربة (العلاج) تردع المادة أولا بالعفص والخل وصدأ الحديد ثم إن حصل رعدة وحمى تعين الفصد في الدم وشرب نقيع الصبر أو الإهليلج في الصفراء أو التمر هندي بماء الشعير فيهما وإلا كفت الوضعيات مع ترك تناول نحو اللحم والحلاوات وعلى كل حال يجب تلبيخه بدقيق البزر قطونا والكتان مع الخل أو بالالية والزبيب أو البيض والزعفران والعصفر لتجمع المادة فان انفجرت بذلك وإلا فتحت بالآلة فإنها إن تركت ربما أذهبت حس العضو فإذا انفتح فليعصر برفق وتلصق عليه الجواذب فإنه يبرأ وما قيل من تبريده بالثلج فجيد إن تمحض عن حرارة وإلا فقد يكون سببا مفسدا والداحس يكون في الرجلين أيضا خلافا لواهم، ومن الضمادات الجامعة بين الردع والتحليل فيه بزر البنج والأفيون بماء الكسفرة الرطبة وكذا قشر الرمان الحامض ورماد خشبه والصبر والحناء [دماميل] ضرب من الخراج يكون عن فرط امتلاء تنفتح له العروق فيسيل منها إلى تجاويف الأغشية مادة تدفعها الحرارة الغريزية إلى الأعضاء الرخصة والمراق (وسببها) استعمال المآكل المولدة للدم كاللحم والحلو والجماع ودخول الحمام قبل الهضم وعدم الجماع أيضا لتوفر المادة (وعلاماتها) أن تتكون مستديرة في الأغلب وترفع حديدة الرأس شديدة الحمرة والنخس والوجع إن كانت المادة حارة وإلا كانت غائرة مفرطحة قليلة النخس (العلاج) يفصد في الدموية أولا وفى الصفراء بعد التلطيف والتليين في العضو المقابل ثم استعمال ماء الشعير والتمر هندي والبكتر وتردع بالوضعيات مثل الخطمي ودقيق الشيلم والبزر قطونا بالخل والبصل المشوى بالسمن وخمير الحنطة بالزيت وما ذكر في الداحس والباردة تسهل بالغاريقون وأصل السوسن والتربد وماء العسل ويوضع عليها اللوز بصمغ البطم والصنوبر والعسل والصابون فإذا انفجرت فلا يبالغ في عصرها فإنه سبب لتجلب المواد بل يخرج ما تيسر ويجذب الباقي بالوضعيات كالصبر والمرتك بالسمن فإنه مجرب وكذا الاسفيداج والطحينة فان تولد فيها خشكريشة لوزمت بالسكر ويسير الزعفران فإذا نظفت وضع عليها مرهم الخل أو التوتيا والمفرطح منها ربما انفتح من أماكن متعددة وصرح بعضهم بأن فتحها بالحديد أولى من الدواء وأما أنا فلم أر بدا من نضجها بالتين والخمير أولا ثم البزر قطونا فليعتمد ومن أحب النجاة منها فليكاثر من استعمال الصبر والمصطكي ولو مرة في الأسبوع. وفى الخواص من ابتلع قطعة لحم نيئة لم تخرج فيه دمل إلى ثلاث سنين ومما ينضجها بالغا دقيق الشعير وحب الصنوبر بشحم الإوز أو البط وسائر الصموغ قالوا وشرب الزعفران والريباس يخلص منها وكذا ابتلاع سبع جوزات على الريق حين تنعقد صغارا [دمعة] من أخطر أمراض العين لأنها تفضى إلى