الآن ويجهل أن لها كتبا مستقلة وكان المريد لتعلمه ممن يرى الاقتصار على الواجب وعساه أن لا ينظر من كتابنا غير هذا الفن إذ كل علم فيه كاف مستقل ذكرنا هنا المهم وربما ألحقنا هناك ما وراء ذلك فمنه معرفة العروق التي يفصدها وهى في المواشي أحد وعشرون عرقا البازرنكان وموضعهما جانبا الدماغ مما يلي الاذنين وفصدهما قوى النفع في الجنون والمغلة وتحريك الرأس وثقل الحركة وعرقا الناخرين وفصدهما في السقاوة واللقط والخناق والسعال والسعفة وعرقا المحاجر ويفصدان لكل مرض في العين والأنف والاذن ووجع الفم وعرقا الودجين للحكة وانتثار الشعر والجرب والبرص والأذرعان وهما الممتدان مما يلي اللبة إلى باطن الدماغ ويفصدان للظفر والمغلة أيضا ووجع اليدين والكندي يرى فصدهما للقطوف وما أظن ذلك والصافنان ويفصدان لنحو الجذام والجرب ومبادى عظم السبق ونزول المياه الرطبة عند كل لذة وحمل كل مثقل وللعاقة عن الحمل والأحزمان لكل ما في الظهر وما صعب من العقور كالسرة والتشنج والقصع وموضعهما من الكتف إلى الرمانة وعرق الذنب لامراض الأرحام وقلة اللبن وسوء الهضم والوحشيات وهى أربعة في باطن اليدين والرجلين ويبثرن لكل مرض اختص بها ولا يبثر شريان هنا وهذا الحكم عام في المواشي وعظامه في الدماغ أحد عشر والفك الاعلى ثمانية والأسنان أربعون الباقي كالانسان ينقص المشط والرسغ وأما جملتها فمائة وثمانية وثمانون ومفاصله ثمانية عشر اللحيان وبين الرقبة والفقار وأربعة في كل قائمة وتسمى في الرجل السيار مما يلي الخف في السبق فالعرقوب فالرمانة.
* (فصل في الأخلاق السيئة في الحيوان) * وسبب دخولها فيه وذكر الجبلي منها والاكتسابي وكيفية خروج ذلك بالعلاج فمنها سرعة الانتقال من حالة إلى أخرى كالوقوف بعد المشي ويسمى في الخيل حرنا وسببه سوء الركوب وجهل المروض لها وهو صعب لأنه يؤدى إلى قتل الراكب لوقوفها به حيث يطلب به الجري وعلاجه الركوب بالأشابير وضرب السياط وثقل اللجم وقد تمس الحاجة فيه إلى الكي على الفقحة فإنه مفيد وقد يعترى غير الخيل أعلى قلة ويدخل في الوحوش خصوصا الأسد والفهد، وسيار يقول إن أصح الحيوانات مزاجا الخيل فلذلك تؤثر فيها الرياضة قالوا وأشدها انحرافا البغل ينسى في كل يوم خصلة محمودة ويحفظ مذمومة، ومن الأخلاق الرديئة الكلاد وهو العض والنهش مع هيجان وأكثر ما يكون في الجمال وسببه الولوع بالحيوان خصوصا بفمه إلى أن يستحكم العيب عنده وعلاجه الضرب على الفم وتلقيم نحو الحديد وربط العقل بفمه وقد تدعو الحاجة إلى برد أسنانه ورأى سيار أن يلقمه نحو الحنظل والصبر وأقروه وهو عندي فاسد لأنه يفضى إلى إدباره عن الاكل فيكون سببا لتغير جسمه ومنها الجفول من الأشياء المهولة نحو الميتات وسببه إما عدم الألفة كأن ينشأ الحيوان بأرض ليس فيها شئ من الجفول وهذا عام وقد يتولد في المركب من ضعف الراكب ويعدل به عن المستصعب رعاية لغرضه فيعتاد وعلاجه إدامة وضع ما يخاف منه عنده وقلة الضوء في مربطه وأن يمشى في الظلمة ويلجأ إلى مخالطة ما يخافه حتى يرتاض ومنها النواح وهو أن يقف أو يمشى وهو يضطرب بيديه فقط وسببه غالبا جبلي ولا علاج له وقد يكون لضعف في الحارك وعلاجه الكي ومنها الزوغان وهو الميل بالظهر وارتعاده وسببه في الأصل قلة الخدمة والجس والتكفيف وكثرة الغبار في المحل وجهل السائس بتقريط الحزم وإدمان ربطها من جانب واحد وجعل العقد تحت السروج إلى غير ذلك وقد يكون عن ثقل في الحمول وعقور وعلاجه