والبنصر سعى في الخير والخنصر جراحة وعقب اليسرى والكعب سفر أيضا والابهام سعى في الخير وقيل في جنازة والسبابة حزن والوسطى يدوس مكانا غريبا والبنصر سعى إلى معصية والخنصر يصيب آفة، والله تعالى أعلم.
* (حرف الباء) * [بخر] هو عبارة عن تغير رائحة البدن بسبب تعفن الخلط قال الأستاذ وهو صفة لازمة لكل ذي معدة ولفائف وإنما تختلف مصابه وأشد الناس به بلاء من اندفع من فمه أو أنفه، وهو مرض مادته فساد الخلط (وسببه) الحرارة قوة وضعفا وصورته تكثف البخار والدخان عن لزوجات وغايته تغير المحل فإن كانت الطبيعة صحيحة والدافعة سليمة وتمييز الجاذبة طبيعيا أخرجته من الفروج المعدة وحينئذ ان غزر شعر العانة ولم يبق أكثر من خمسة عشر يوما لم يتغير المحل لكثرة المسام وإلا خبث ومن ثم نهى جالينوس عن ذلك الفروج بموانع الشعر وإن صح ما عدا الأخيرين من الشروط خرج من مسام الرجلين ويعرف إذا عرقت الرجل في نحو الخف، وإن قويت الحرارة مع فرط الرطوبة وتكثفت المسام بنحو برد في نحو الورم أو قلة استحمام ولو ببارد في الأصح كان خروجه من الإبطين لا محالة إن كان فساد الخلط في أعضاء الغذاء وإلا عم وإن قلت الرطوبة مع قلة الحرارة صعد من الفم وإن اشتد ارتفاعه فمن الرأس فهذا جماع القول في تحرير أحواله ويعلم أصله مزاجا ومحلا بما قرر له من العلامات، فإنه إن كان من الدماغ فعلامته الكثرة حال انتصابه قياما وجلوسا ونقصان الشم وخروج النخامة متغيرة، أو من العمور بالمهملة المفتوحة والراء فعلامته لزوجة الرطوبات وارتخاء اللحم الموسوم بذلك وهو ما بين الأسنان أو من اللثة نفسها إن كان هناك قروح وإلا فمن الأعصاب، أو من أجزاء الفم فعلامته تغيره مطلقا وترهل اللحم، أو من المعدة فعلامته سكونه بالاكل مطلقا ولو عن بلغم مالح لاستتاره بالغذاء فان استمر التغير عند الانهضام فمن البلغم إذ لا يجوز استناده إلى الحرارة لاشتغالها بتوجيه الأغذية ورطوباتها وإلا فمنها ولا التفات إلى ما قرره الجل هنا فانى لم أجد فيه تحقيقا (العلاج الكلى) هجر كل ذي ريح كريه كالكراث وما غلظ محمودا كان أو مذموما كالتمر ولحم البقر وما يسرع بالتعفن والفساد كاللبن وملازمة الاستحمام والتنظيف وإزالة الشعر وعدم التنشف بالخرق فإنه سبب قوى في إيجاد البخر والبرص خصوصا المستعملة كفوط الحمامات [وأما الخاص] فعلاج الكائن منها في الانف وأجزاء الفم كلها تنقية الدماغ بالأيارجات البحتة إن كثر الريق والدلاعة واللزوجة وقل العطش والأمزجة بالسقمونيا لكونه حينئذ عن الصفراء وإن غلب الجفاف مع طعم الحموضة والعفونة فنحو اللازورد والافتيمون فإذا حصل النقاء لوزم على التمضمض بخل طبخ فيه الآس والعفص والورد والصندل والصعتر والفوفل والبسبابة والسنبل طبخا جيدا فإنه مجرب فإن كانت الأسنان مسودة أضيف العنصل أو كانت عفونة فالقلى أو كانت من متعلق الصدر والمعدة نقيا بالمطابيخ المشتملة على السوسن والبرشاوشان والصندل والانيسون والبزر المقلى ثم السكنجبين المصنوع من الخل المذكور فإنه غاية من مجربات الخزائن ومن الأدوية النافعة أن يؤخذ السك والقرفة والقرنفل والسعد والسنبل وقشر الأترج والجوزبوا والعود والقاقلى بالسواء وتعجن بماء ورد حل فيه مسك وتحبب، ومما جربناه أن يؤخذ عاقر قرحا لاذن صمغ عربي صنوبر مصطكي قرنفل عود كزبرة سواء تسقى بماء العنصل حتى تشرب ثلاثة أمثالها ثم تعجن مع الصمغ والنشا وتحبب وهى من