والورد والغالية وعلاج ما كان عن برد الجلوس على ما ذكرنا آخر علاج الزلق وما كان من الجلوس على شئ صلب فكالورم، ثم اعلم أن الأفيون والمر والجندبادستر والحلتيت نافعة آخر هذه العلة مطلقا كيف استعملت لكن الأولى أن تكون فتلا ومتى حدث هنا قروح فعلاجها يذكر في السحج [زمن] يعبر به عن مرض المفاصل والعصب وسيذكر هناك لأنه موضع الشهرة [زردقة] علم باحث عن أمر النبات والحيوان غير الانسان، وأكثر الناس اعتناء به الهند وبالفلاحة منه بابل وبالباقي الروم ويصلح لكل مزاج سوداوي ولأهل الكد والحرص وأولى الناس به السمر الطوال القشفين كذا أثر عن آدم، وقد قسم إلى ما يتعلق بالنبات ويقال له الفلاحة وسيأتى ما فيه إن شاء الله تعالى وإلى ما يخص الحيوان، أما المواشي فيسمى البيطرة أو الطيور فيسمى البزدرة وكل قد مر مستوفى، فتلخص أن موضوع هذا العلم من حيث هو قبيل التقسيم الجسم النامي، ومباديه تقسيم الأرض ورياضة الحيوان، ومسائله أزمنة الغرس والزرع وتقوير الشجر والنقل والسقى وأحوال الحفر؟ ومداواة الحيوان، ووقت تعليمه وغاياته وجود الانتفاع بكل، وأما المعادن فسيأتي أنها لم تدخل مع غيرها تحت حاصر سوى الطب الكلى ودعوى أقوام أن الفلاحة تشملها بعيد.
* (حرف الحاء) * [حميات] قد رأينا افتتاح هذا الحرف بها لكثرة أحكامها لكن الخوض فيها يستدعى مقدمة هي أن المرض لابد وأن يكون عن سبب وذلك السبب قد يكون من داخل أصالة كفساد بعض القوى في أنفسها أو عرضا إما للكم كالامتلاء أو للكيف كتناول لحم البقر، أو من خارج وذلك إما اختياري كالمش في الشمس أو اضطراري كاستنشاق الهواء وتأثير هذه محسوس ضرورة. إذا عرفت هذا فالكائن الفاسد إذا ورد عليه ما يضاده في الصحة فلابد من خروجه عن المجرى الطبيعي ويسمى هذا الخروج في المعدن نقصا وعيبا وفى النبات تأكلا وتعفينا وفى الحيوان مرضا غير أن الأولين لتركب أنواعهما من أجزاء متشابهة ألحقت بالبسائط فكانت لآفة عامة فيها مطلقا وأما الحيوان فلعناية الحكيم به تقدس ذاتا وصفة عدد أجزاء فهو لا يتعطل كليا من آفة في الغالب كفساد ضرس وصمم أذن لكن لما كان التحرز من الطوارئ غير داخل تحت الامكان جاز على تماديها وكثرتها في الأزمان أن تنشأ آفة عامة، وأعظم أنواع هذه الحميات وهى في القانون حرارة غريبة تشتعل في القلب وتنبث وفى نسخة وتنصب منه إلى الأعضاء وزاد في الموجز ضارة بالافعال وهذه رسوم في الأصح لصدق الحرارة على أجناس مختلفة مالم تجعل الموصوف بصفته جنسا فيكون حدا ناقصا لان ما بعده إما خواص وهو الأصح أو فصول بعيدة وسنستقصي بحث هذا في المزاج والعناصر إن شاء الله تعالى والمراد باشتعالها ليس ظهورها للحس وإلا لم تدخل أواخر الدق بل المراد الأعم ليدخل في الظاهرة أفيلوس وهى بالرومية حرارة سطح الجلد مع برد داخله وفى الباطنة أثاغوريا وهى عكسها وما قاله بعض الشراح من أن هذا التعريف لا يتناول حمى يوم ولا الروحية وهو لا يدرى من أين حدث ولعله من قوله بعد تنتشر في جميع البدن والمذكوران ليسا كذلك وهذا إن كان قد فهم الانتشار الكلى وليس كذلك لان المراد مطلقه كما أجيب عن نحو ثاغوريا بأن الحمى فيها أرادت الانتشار إلى السطح فضعفت عن تحليل ما عاقها من البلغم الزجاجي فيكون مراده بتنتشر وتنبث ونظائرهما أي من شأنها ذلك ما لم يمنع مانع وفى الأسباب هي حرارة غريبة من حيث أنها ليست مقومة لوجوده يعنى كتقويم الغريزية ولا جزءا منه فتكون كالعنصرية بل هي حادثة من تراكم