الأفتيمون في السوداء مطلقا وطبيخ الإهليلج في التغير الصفراوي والتمر هندي بماء الشعير في الحفر الأصلي منه وفصد الجهارك وحجم مثلثات الصدغ في الدموي مطلقا. وفى الخواص اليونانية: من أحب البرء من الحفر وحيا فليحجم حيث ينتهى طرف أذنه الاعلى انتهى، وهذا يحكم على العروق الثلاثة التي أشرنا إليها وكنت رأيت أن فصد الشريان الذي بين الابهام والسبابة مع نفعه البالغ من علل الباطن وأعضائه ينفع من أمراض الأسنان خصوصا الحفر بشرط التعاكس وفصده من الجانبين إذا عمت العلة، ثم بعد التنقية إن كان ما تراكم صلبا أزيل بالحديد وإلا كفت السنونات السابقة وفى مجرد التغير يكفي الجلاء بالمنقى وقد سبق، ومن المجرب رماد الشيح والصدف والأظلاف والشيح بالخل وأن يؤخذ من الجلنار والبلوط والعفص والفلفل والورد بالسوية تعجن بالقطران ويداوم على مسكها والاستياك بها [حرف] علم باحث عن خواص الحروف إفرادا وتركيبا وموضوعه الحروف الهجائية ومادته الاوفاق والتراكيب وصورته تقسيمها كما وكيفا وتأليف الأقسام والعزائم وما ينتج منها وفاعله المتصرف وغايته التصرف على وجه يحصل به المطلوب إيقاعا وانتزاعا ومرتبته بعد الروحانيات والفلك والنجامة. ويحتاج إلى الطب من وجوه كثيرة: منها معرفة الطبائع والكيفيات والدرج والأمزجة ومن جهل به يقع في الخطأ في هذا غالبا فان ذا المزاج الحار إذا استعمل الحروف الحارة وقع في نحو الاحتراق وبالعكس، ومنها معرفة البخورات نباتية كانت أو غيرها وإلا فسد العمل بتبديلها والطب ليس محتاجا إليه إلا إذا رأينا تأثير الكتابات في الاخلاط والأمزجة وأن العزائم والأسماء كالأدوية، وسيأتى استقصاء القول في رسم الروحانيات والرقى والرياضات فإنه العلم الكافل بهذه الأنواع، والله أعلم.
* (حرف الطاء) * [طاعون] باليونانية كل ورم يظهر للحس ثم خصص بالحار القتال السريع التعفن الكائن في نحو المرافق والمغابن، ويطلق على الوباء للتلازم الحاصل بينهما غالبا وإلا فبينهما عموم وخصوص وجهيان وهو في الحقيقة بثر كالباقلا فأزيد مادته الدم المتعفن وفاعله الحرارة النارية وصورته شئ مستدير ينزف الدم والصديد وغايته إزهاق النفس وشره ما في الإبط الشمال لمجاورته القلب فالفخذ الأيمن فالإبط الأيمن فالفخذ الأيسر فالعنق على الأصح وقيل الآباط شر من الفخذين هذا من حيث المكان ومن حيث الزمان ما كان عند زيادة الدم وهيجانه وذلك في الأيام الربيعية ولو في الخريف من حيث اللون الأسود الكمد فالأخضر فالأصفر فالأحمر ومتى قارنته حمى واختلاط عقل وتواتر في النفس والنبض فمهلك لا محالة، لان الكيفية الرديئة قد اتصلت بالقلب وأسرع الناس هلاكا به الأطفال فالاغراب خصوصا نحو الزنجي والهندي لضعف المزاج بكثرة التحليل فالدموي الصفراوي وندر في السوداوي وهو وبائي في الأصح من العامة، وحقيقته اجتماع بخارات عفنة تصعد بالأمطار في الأزمنة الصيفية وأسبابه حكمية كثرة الرطوبة والحرارة ويبس الشتاء وكون السنة ربيعية وكثرة الملاحم فيعفن الهواء بدم القتلى فيلقى في الحيوان والثمار والمياه وتؤكل فيفسد الدم وتجمعه إلى المواضع الرخوة خراجا إن اشتدت الرطوبة وإلافنفاطات نزافة وصاحب الشرع عليه الصلاة والسلام أشار إلى أن سببه وخز الجن: أي طعنهم، ففي رواية (وخز أعدائكم. وأخرى: إخوانكم) ولا تناقض لجواز أن يكون وخز المؤمنين المعبر عنهم بالاخوان للكافرين وبالعكس أو أنه لصدوره بأمره تقدس وتعالى لم يخرج الفاعل عن الاخوة، فان قيل مواضع القرآن ونحو المساجد محفوظة من الجن