تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٢ - الصفحة ٣٥
وقد ينتحس السعيد بمقارنة النحوس وطرحها الشعاع عليه وفى كل وجه كامل على الأصح وقيل بدرجة وبالعكس [قاعدة] لا يتصف المطلق في البساطة بصفات المركبات فلا طبع ولا طعن ولا لزوم للفلك وإنما يوجد الله في المركبات ذلك بواسطة التركيب ويجعل الفلك دليلا عليها، فمدلول زحل الملوحة والحمض والكراهة والسواد مع الخضرة والمشترى الحلاوة مع التفاهة والبياض مع الصفرة والنتونة ومدلول المريخ الحمرة القتمة والمرارة والكراهة والشمس الصفرة المشربة بالحمرة والعذوبة والأشياء النفيسة والزهرة البياض النقي والحلاوة وأشكال المغنين والنساء وعطارد ما امتزج من ذلك والقمر السواد المظلم والبرد والاشكال الحسنة وكل هوائي دليل النواطق والناري معه حيواني خفيف الحركة وكل حلو نباتي إن شهد مائي وإلا غيره والماء والتراب نبات بحت والأول وحده حيوان بحر والثاني جماد نفيس إن كان الشاهد تام السعادة وإلا خسيس والماء مع النار كالهواء مع التراب في العدم وما عداهما وجود وقد علمت أمر الحالات فانسبها إلى ما ذكر عند الحكم ترشد فهذا ملخص ما يجرى في هذه الصناعة مجرى الضوابط.
* (فصل في خصوصيات الأدلة باعتبار الكوكب) * كوكب الأدنى إلينا القمر، وهو شكل سعيد خفيف الحركة يدل على سرعة ما يكون من خير وغيره فإذا وقع في الطالع وكان منقلبا فلا بقاء للحاجة وإن وجدت واتصاله حصول وأقوى ما يكون في الأوتاد ومتى كان جيدا في الموضع وكان رب الطالع كذلك أو كان مع الشمس ولو محترقا فخير محض وإذا اتصل بزحل زائدا لم يؤثر فيه لأنه حينئذ حار وقد سبق في القواعد برد زحل فلا أقل من التعادل وبالعكس المريخ ولا يضر الاتصال بالحار ليلا كالبارد نهارا وبالضد.
* (فصل في أحوال الضمير والخلاف فيه) * قد اختلف الناس في مواضع السؤال وتعيين الضمير هنا كما اختلفوا في الرمل والأول المطلوب هنا، فأصل الكلام فيه عند اليونان ينحصر في رب الطالع وما فيه من الكواكب إذا لم يسقط عن درجته ودليله وصاحب مثلثته ووجهه وحده فإذا لم يوجد نظر أين هو وما نسبة محله من الأصل فان فقد فعدم وعند العراقيين في الشاهد ونفس الدرجة وعند الهند في النوبهرات بأن تلقى ثلاثة لكل برج وقيل درجة والصحيح الأول وتقريره يحصل بعد تعيينه وتعيين المسألة والوقت وكيفية السؤال فإذا صحت هذه فقد تعين فإذا لم يعد فالسؤال عن النفس أو تعدى إلى الثاني فعن المال ثم إن كان الشاهد الزهرة فقل من قبل النساء إن وقعت في برج مؤنث وإلا فمن قبل المرأة أو عطارد فمن قبل الكتاب فان لاحق الشمس فكتاب السلطان أو الزهرة فسحر من جهة النساء أو زحل فالواسطة فيه عبد أسود إن حجب عن الشمس وإلا فحبشي وإن شهد له المشترى فتركي ذكر إن وقع في مذكر وإلا فأنثى وهكذا باقي الحالات على ما مر في القواعد، وعليك بهذا التفصيل فان الاطلاق عين الخطأ وأما الثاني فسيأتي، ومن مواضع الحيرة تكافؤ السعود والنحوس فإنه موهم والصحيح في تحقيقه النظر في الشواهد وحكم الأوتاد وما يليها، فمتى كان الكوكب في الطالع والذكر فوق الأرض نهاريا وكانت العلويات في المشرق واتصل القمر في الأفق مثلا بالمريخ طولا وعرضا فخير وإلا فضده ولابد من تقرير الاقبال والتقابل والاجتماع والاتصال والانصراف ودفع الطبيعة والشدة والقوة وغيرها قبل تحقق السؤال فإنه ضروري وكذا معرفة أو جوهر المسؤول عنه من جوهر البرج ولونه من الساعة وطعمه من الدرجة وشخصه من الدقيقة إلى غير
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع في تفصيل أحوال الأمراض الخ 2
2 حرف الألف 8
3 فصل في حال الدليل 24
4 فصل في أحكام القرآن 31
5 فصل في ذكر ما يومى اليه الكسوف والخسوف من الدلالة الخ 32
6 فصل في تقرير المبادي ووجه التعلق باستخراج الضمائر وارتباط العوالم الخ 33
7 فصل في خصوصيات الأدلة باعتبار الكواكب 35
8 فصل في أحوال الضمير والخلاف فيه 35
9 حرف الباء 38
10 الفصل الأول في صفة البيطار 51
11 الفصل الثاني في آلاته 51
12 الفصل الثالث في موضوع هذه الصناعة ومباديها وما يجب أن يعرفه الخ 52
13 الفصل الرابع فيما يختار منها وذكر عمرها وما يستدل به على سنها وغير ذلك 52
14 فصل ولما كان التشريح من أهم ما يجب أن يعرفه الطبيب قبل طب الإنسان الخ 3 5 فصل في الأخلاق السيئة في الحيوان الخ 54
15 فصل في ذكر أشياء تجري مجرى الفراسة من الإنسان الخ 55
16 فصل وإذ قد فرقنا من جزء العلم في هذه الصناعة فلنقل في عملها ما فيه كفاية الخ 56
17 فصل في علاج سمومها وذكر ما زاد على الإنسان 60
18 فصل في المختار من أدوية العين الخ 60
19 خاتمة تشتمل على ذكر ما يجري هنا مجرى الجزئيات من طب الإنسان 60
20 حرف الجيم 70
21 فصل ينبغي لمن أراد التلذذ به الميل بأغذيته إلى الحار الرطب الخ 72
22 (جغرافيا) 87
23 حرف الدال 91
24 حرف الهاء 101
25 هندسة 104
26 فصل في السطوح 106
27 فصل في الأشكال 106
28 فصل قد تقرر في قاطيغوريا أن السطح الخ 106
29 حرف الواو 110
30 حرف الزاي 114
31 حرف الحاء 121
32 فصل في ذكر الأدوية الموجبة للحبل 145
33 حرف الطاء 150
34 (طلسمات) 154
35 فصل في تشعبات أهل هذه الصناعة 156
36 فصل في الشروط الخاصة ملتقطة من كلام الرازي 157
37 فصل فيما يخص كل كوكب وبرج الخ 157
38 فصل في الأعمال وتدريجها إلى الكمال 160