زوال الأسباب المذكورة ومنها الشائق وهو الذي لا يمشى على طريقة واحدة وهذا قد يكون جبليا وقد يكون لسوء الراكب وعلاجه الرياضة وثقل اللجام ومنها الشبشوب وهو الذي يقف على يديه ضاربا برجليه وسببه مطلقا البعث وتوطئة المعلف أو رفعه وفى الخيل طول الركوب بلحم العود أو الحقف مطلقا وعلاجه ترك ذلك ومنها النفور من النعال لجرح أو إصابة مسمار أو لقط حصاة ولم يمض وعلاجه التأنيس بنحو اللجم وأما اللوص وخروج اللسان وخفوق اللثة وعض اللسان وأكل الروث فغالبها؟ خلقي، وغالب أسبابها المكتسبة الجوع، وعلاجها الرياضة والشبع وحزم الخاصرة وتحسين اللجام (وأما الخصال المطلوبة فيه) وخصوصا في الخيل الدالة بالفراسة على أنه ميمون الغرة فأجودها أن يكون قد اتسع فما ومنخرا وقل لحم وجهه خصوصا الخد وطال ذيلا ورق صدرا وعنقا وطنعر حافرا وقصر ظهرا وانتصب قوائم وبعد بينهما نحو ست واسود محاجر وجحافل وقوائم.
(وأما تعليمه) فينبغي أن يكون عن عارف بالأنواع المحتاج إليها ذي رفق يركب بفخذيه مائلا إلى اليسار متوسط العنان يجس بالتدريج دون نخع ولا فتل عنيف ويضرب بحيث لا تشعر الدابة معودا لها رؤية المهول كفيل وأسد وحمل طير بجلاجل وأنفس الأوقات للتعليم آخر الليل إلى وسط النهار وأن يكون مراعيا في الحركات أولا قبل التطرق على شئ معين ولا أثر لتعيين العلف من نوع مخصوص ولا لتقديره لاختلاف ذلك باختلاف البلاد فان بد وحلب وحاضرتها لو علفوا الخيل فولا لفسدت رأسا للبرد بخلاف مصر. فان قيل إن الشعير أيضا بارد كالفول فما الفرق حينئذ. فالجواب من وجهين الأول غروية الشعير وعدم بخاره وقلة يبسه وقربه من غذائية الحنطة بخلاف الفول فيكون هناك أوفق والثاني ما فيه من الخاصية الموجبة للطف الخلط المفضى إلى صحة الجري بخلاف الفول لثقل خلطه وللشعير فعل في كل ذي حافر كالجلبان في كل ذي ظلف وحب القطن شتاء في البقر وقد يمرن الحيوان على ما ليس من شأنه تناوله كخيل التتر في أكل اللحم إلى غير ذلك كما لا أثر لتقدير ما تحمله في المعركة وغيرها لاختلافه أيضا فقد قيل إن غاية ما تنشط به الخيل في المعركة مائتا رطل من الزرد وغيرها بأرطال بغداد وهى مائة وثلاثون درهما وكذا قيل حد ما يقوم أضلاعه ويملا بطنه خمسة عشر رطلا من التبن وستة من الشعير وينبغي تنقية العلف وهو التبن خصوصا للمهازيل وقد يبل العلف ويرش به التبن فإنه سبب للاقبال على الاكل والهضم ولا يبادر إلى شرب الماء فإنه يفسد المزاج.
* (فصل) * في ذكر أشياء تجرى مجرى الفراسة من الانسان يؤتمن بوجودها وبالعكس، فمنها وجود الشيات يعنى الشامات ولها باعتبار مواقعها من البدن أسماء وأدلة فالكائن منها بين العينين غرة فان استدارت أو حكت حرف الهاء في الكتابة سميت الهقعة وتدل على اليمن والبركة وأن لا يصاب عليها فارس والشعرات القليلة خير ونجابة والسائلة إن غطت عينا واحدة سمى اللطيم تدل على الشؤم وأنها تقتل مع راكبها ومنهم من خص هذا بالعين الشمال أو غطت الاثنين فأعشى يدل على أنها ستغصب ويقهر صاحبها أو سالت إلى الانف فالقنوي تدل على البركة والنسل الجيد ونجاح الحال والمنقطع دون الانف عكسه والمرتفع قد يعم الحاجب فلا خير فيه وقد يكون معكوفا وهو دليل الجاه والعز والمال إلى سلطان، وبياض الجفن شر، وخلو البدن من البياض دليل النهب والغارات والثبات في الحرب ويسمى بهيما وأطلس القوائم يسمى مصمتا وموشم القوائم غير اليد اليمنى مطلقا وهو دليل الفرح والغنائم والنجاة في الحرب والوضح كبرص الانسان (وسببه) إما