الطبع بعد الفلكيات والمجسطي والجغرافيا وإنما قدم وضعا للترتيب الذي التزم وهو ألصق ما يكون بمن ولد في طالع الميزان من الوجه الأول أو الثالث إذا سعدت الأوتاد ثم من كان بالجوزاء ثم القوس وأقل الناس فيه تحصيلا من ولد بالحمل والأسد ويناسب الشروع فيه إذا اتصل القمر بالزهرة من تربيع، وأول الشروع فيه أن تعرف رأس سنة العالم وقد وقع الاتفاق على أنها من حلول الشمس أول دقيقة من الحمل حيث الطول تسعون وإنما الخلاف في العرض، فذهب الفرس إلى أن يكون ثمانية وثلاثين وقيل ستة وثلاثين ونسب إلى الهند وأقباط مصر رأوا أن السنة في الطول المذكور حيث يعدم العرض وهذا هو الأوجه لتحقق نصف العمارة به ووقوع الاعتدال الزماني فيه كما سيأتي وأغرب من جعله وسط الرابع فإذا أقمت الطالع بالنقط المذكورة في المواضع الأربعة أو بلد عرف طوله وحررت مراكزه وما يتصل به وعرفت الأكثر خطوطا فاجعله دليلا ومستوليا، ثم اعلم أن أقواها رب الطالع ثم الرابع فالسابع فالعاشر كذا قرر أكثرهم والذي يتجه كما ذهب إليه المحققون أن السابع قبل الرابع في القوة ثم ما يلي هذه الأربعة على التفصيل وتسمى الشواهد وما يلي الأوتاد فان وجد بها وإلا فاعدل إلى أقرب الكواكب عهدا بمشرق الشمس ثم مغربها ثم نوبهر النوبة على التفصيل لا أن الثلاثة في رتبة واحدة كما ظن وهل لهذه عمل إذا كفت الأرباب والأوتاد والشواهد وعليه هل تفضل شيئا مما ذكر؟ الأصح الايجاب في الأول وتكون بعد الشواهد والسلب في الثاني لعدم استيلائها على البيوت المشغولة بأربابها.
* (فصل في حال الدليل) * إذا تحررت الإشارة ووقع الاختيار على أن الدلالة لكوكب بعينه فاما أن يكون من العلويات أولا والأول طويل المدة فيما يدل عليه ودوام ما سيكون زمنا مديدا والثاني بالعكس وتتفاوت في أنفسها، فأطول الأول زحل وأقصرها المريخ والثاني الزهرة وأقصرها القمر، فإذا كان المستدل به (زحل) منفردا سعيدا دل على صلاح ماله إقامة كالغرس والبناء وصلاح الملوك والخصب والامن وكثرة العلوم فإن كان في الناريات صلح أمر اليهود وناموس ملتهم، أو في الترابيات فالنصارى وكثر الترهب والعبادة أو في المائيات صلح حال الاسلام وعلا ملكه وعز ناموسه وفشا العلم والصنائع الدقيقة وقلت الأمراض وحسن النبات ورخص سعر البياض وما يحتاج إلى الماء كالأرز، أو في الهوائيات صلح حال النساء ولزمن الوقار والعفة والدين، وإن لم ينفرد ونحس انعكس الحال مع وجود الطعن والسيف والخراب والجور والآفات كالجراد وإتلاف ما يميل إلى السواد والهدم والأراجيف فإذا أردت أن تعرف في أي موضع يكثر ذلك فانظر موضع الدليل من الأبراج والبرج من أي الأقاليم ترشد. وإذا لم يكن منفردا فاما أن يمازجه المشترى ويدل حينئذ على ثبات الأمور وصلاح الملوك وأرباب الأديان ويبس الجو وكثرة الأمراض الباردة خصوصا السوداوية وصلاح كل جوهر بين بياض وسواد (أو المريخ) فيدل على النكد والخصومة وسفك الدماء إن تمازجا في ناري والطعن وموت الفجأة في مائي والمكر والخداع واللصوص في ترابي والشرور من قبل النساء وانتقال الأديان وكثرة ما يميل إلى الحمرة في الهوائيات (أو الشمس) فعدل الملوك وقيام النواميس الشرعية والسنن الصالحة وطول دولة السلطان إن مازجها في الأسد والحجاب والوزراء في السرطان وصلاح الأشجار والزرع في السنبلة والمواشي في الحمل (أو الزهرة) فعلى اللهو والطرب والموسقيري وتبهرج النساء والزينة والخصب خصوصا في الهوائيات (أو عطارد) فعلى صلاح الكتاب وأرباب العلوم والأديان والسحر والسيميا والعزائم خصوصا في الجوزاء