(العلاج) يفصد الباسليق في الدم وتستفرغ البواقي بالمسهلات أولا ثم الحقن في القبل ثم الفرازج المطيبة قال أبقراط وقد يقع الحمل بعد اليأس بمجرد تبديل أحد الزوجين من غير علاج وذلك لأنه قد يكون المانع فرط الحرارة في كل منهما فببدل أحدهما ببارد يلزم منه الاعتدال وهكذا ومتى كان المانع مرض أحد الأعضاء المتعلقة بتوليد الماء فعلاجه ما لذلك العضو بعينه وستقف على كل وقد يكون لفساد جوهر الماء فلا يقبل الانعقاد وستعرف الصالح من المنى في بابه. إذا عرفت هذا فاعلم أن الحمل قد يمتنع مع صحة البدن سوى الرحم كما أنه قد يكون الرحم صحيحا ولا حمل لفساد غيره وعلى كل تقدير إذا انحصر المانع في الرحم فترك التداوي بما يتناول أولى بل هو متعين لتوفر قوى البدن ووجوب المصير إلى الحمولات والفرازج سواء كان المرض أصليا أو منحلا إليه بعد التداوي ونحوه.
* (فصل في ذكر الأدوية الموجبة للحبل) * الدواء المستعمل لذلك إما أن يكون المراد منه مجرد التعديل أو نفس القبول والتصرف في النطفة والأول يكون بحسب الطارئ فإن كان فرط رطوبة وتعلم للمجامع بالحس ولغيره بكثرة الادرار والعرق والسمن والنبض (وعلاجها) أخذ كل يابس تناولا وحمولا كمعجون الحلتيت وقرص الكاكنج ومعجون هرمس وتبخير المحل بالافسنتين وحب البلسان والأشق والقنة والقسط وأظفار الطيب مجموعة أو مفردة من قمع يحصر الدخان، وهذا الدواء مجرب لإزالة الرطوبة أكلا وحملا وهو أفسنتين جزء عفص جلنار كهربا من كل نصف جزء قردمانا بزر بصل طين أرمني من كل ربع يعجن المأكول بالعسل والشربة ثلاثة والمحمول بالقطران والصوفة مثقال أو اليبوسة وتعرف في غير الاحساس بالقضافة وقلة الادرار ودم الحيض وصلابة النبض وعلاجها استعمال كل مرطب كما مر، ومن المجرب شرب اللبن الحليب في الصباح والشيرج عند النوم وأكل البصل المشوى، وهذا الدواء مجرب لذلك فرازج. وصنعته: حب السمنة جزء لوز مقشور نصف جزء صنوبر ربع جزء سمسم مقشور ثمن جزء تدق وتعجن بلبن حمارة والفرزجة مثقال وإن احتمل مخ ساق البقر أو سنام الجمل مع بياض البيض كان غاية أو الحرارة وعلاماتها ظاهرة فعلاجها التبريد كذلك وهجر الاستحمام بالماء البارد والاكثار من أكل البقول والقرع والبطيخ، وهذا الدواء غاية في التبريد والاصلاح وهو عاج جزء صدف نصف جزء طين أرمني ربع تعجن بماء الهندبا وتعمل فرازج وحيث لا ريح تحتقن بماء الهندبا والقرع مرارا فإنه مجرب أو البرودة وهى الأكثر فعلاجها أخذ معجون الفلاسفة أو الكموني أو جوارش الفلفل وتحمل الأشق والحلتيت والجندبادستر (صفة دواء مسخن مهيئ للقبول محلل للبرد والرياح الغليظة) ثوم جزء يرض ويطبخ بالسمن حتى يتقوم ثم يؤخذ جوزبوا زعفران دار صيني ميعة سائلة من كل نصف جزء يخلط ويفرزج ويحمل بعد الطهر مرارا (دواء آخر) يسخن ويفتح السدد ويدر الدم محلب حب بان جوزبوا من كل درهم جندبادستر نصف درهم قنة جاوشير من كل ربع درهم مسك قيراط تعجن بالعسل الفرزجة درهم (صفة بخور) يحل الاخلاط الفاسدة ويسخن قسط حب بلسان أشنة قشور أصل الكبر قرنفل من كل جزء سنبل صبر مصطكي من كل نصف جزء ميعة يابسة ربع جزء كبريت ثمن يسحق ويبخر بها في المرة إلى نصف درهم. وأما الثاني وهو الفاعل للقبول والتهيئة والتقوية فهو قسمان قسم يجرى مجرى الخواص مثل العاج والساليوس ولبن الخيل وأنافحها فان هذه توجب الحمل بالشرب والحمل متى فعلت مالم تعارض وسيأتى من هذا في الخاتمة إن شاء الله تعالى ما يفي