العمل ونوكل استقصاءها إلى ما حررناه في الصناعة الأصلية ونبدأ أولا بالعلويين فنقول: متى قارن زحل المشترى سواء كان هو الاعلى أم لا دل في الثلاثة الأول على فساد ملوك الشرق وأرمينية وقتلهم النساء في الأول إذا كان العالي زحل والقحط والأراجيف مع كثرة المطر والزرع إلا في الثاني إذا كان العالي هو المشترى وكذا في الثلاثة الثانية إلا أن كون المشترى فوقه في الرابع خير مطلقا وكونه تحت في الخامس خير لملوك العراق، وعلو زحل في السادس يدل على الخراب واللصوص وعلى حسن الزرع وحكمهما في السنة الأخيرة ما تقدم من الدلالة على القحط والفناء والموت كثيرا بالعراق ونقص المياه إلا إذا علا المشترى في التاسع والحادي عشر فعلى الرخص والسلامة وفى الثاني عشر على الجراد وتبديل ملوك العراق [وأما حكمهما في البيوت] فكما مر إلا أن العمل باعتبار السنين كالبيوت كما إذا اقترنا في الطالع فإنهما يدلان على قوة الملوك في أنفسها في السنة الأولى وفى الثاني على أرباح التجار في الثانية أو كان القران لزحل والمريخ وعلا أحدهما في أي برج كان دل على الفتن والغلاء والسموم وقلة الأمطار في الشمالية وكثرة كل من الحر والبرد في وقتيهما في أول الجنوبية والأمطار بلا طائل في آخرها وعموم الحرب والموت في الملوك إلا في العقرب فيختص بالمغرب والغلاء إلا في الدلو وانحطاط أهل الفضائل إلا في القوس ثم لهذا القران حكم ما يشهده من البواقي فإن كانت الزهرة كانت أكثر المصائب بالنساء أو الشمس فالملوك أو القمر فالوزراء أو المشترى فالقضاء أو عطارد فالكتاب، ولما زاد حكمه وحكم تحويل الطالع من سنة القران حكم الأصل في البيوت من أن للأول النفس والثاني المال وهكذا كما سيأتي في القواعد.
* (فصل: في ذكر ما يومى إليه الكسوف والخسوف من الدلالة) * اعلم أن الضابط فيه باعتبار العلويات جوهر البرج، فإن كان ناطقا كان التأثير في الناطق وبالعكس ويخص ما يشاكل مشاكلة كالجدي والحمل للمواشي خصوصا الغنم والأسد للسباع والعقرب للحشرات أو من جهة الطباع كالهوائيات على الفتن والمائيات على نقص الماء أو من جهة الصفة فالمنقلب على انتقال الملك وتحول الأمور عكس الثوابت وباعتبار الأمكنة على كون الحادث أكثر ما يكون بإقليم البرج إلا ما سيأتي من عمومه إذا تعلق بالأوتاد. وأما الأدلة الخاصة فقد قالوا: إن الحمل يدل على امتناع النقدين وتقليل المعاملات ولا ينظر إليه من الكواكب حكم ما تقدم كزحل على الملوك والمريخ على الامراء وعطارد الكتاب وهكذا وكونها في الرجوع أسرع على ما تدل عليه. فإن كان نظرها من تثليث أو تسديس فخير كامل في الأول دون الثاني وعكسها التربيع والمقابلة، وإن وقع في الثور دل على الخراب والجور والفساد والغلاء إلا في نظر المشترى من جهة السعادة حينئذ فإنه يدل على الرخص الكثير والخيرات وكذا إن قارنته الزهرة فإنها دليل على صحة الثمار (وفى الجوزاء) على الأمراض والوباء والتقاطع والمكر وفساد الأحوال إلا في تثليث زحل والمشترى أيضا (وقران الزهرة) ههنا يدل على موت النساء (وفى السرطان) على كثرة الأمطار والبرد مع الغلاء والفتن بمصر إلا في تثليث المشترى وتسديسه فرخص في المعادن (وفى الأسد) على حروب وقحط وأوجاع إلا في المشترى فكما مر (وفى السنبلة) على الفسق والزنا والعشق والمكر وغيرة الملوك وفتن الهند والجراد وآفات الزرع خصوصا الحنطة مع قلة الغلاء (وفى الميزان) على الأمطار والرياح والأخاويف السماوية والغلاء وموت المواشي والمشترى على حكمة في الخير والصلاح والعدل في جهتي السعادة في كل برج (وفى العقرب) على هلاك دواب البحر والفتن إلا في تثليث زحل فعلى العدل والخصب وتثليث المريخ فعلى عزة العرب وكذا القوس