الخلع منها إلا في المدروز خاصة والكل قابل له لكن باختلاف في السهولة ردا وخلعا وأسهل الكل المركوز البسيط مثل الفخذ، ومن ثم قد ينخلع ويخفى فلا يكشفه إلا الورم وحصر الأربية وطول الرجل المخلوعة عن الأخرى وصعوبة ثنى الرجل وبسطها لزوال العضل الفاعلة لذلك كما ستعرفه وكذا القول في الكتف ومتى انخلع حق الورك انعكس التحديب والتقعير بينه وبين الركبة وحكم العكس عكس الحكم فإذا وقع التحديب في الجانب الانسى تقعر الوحشي فإن كان التركيب مما له زوايا مثلثة اتضح بالخلع زوال الحادة إن نتأ الجلد وإلا انعكست إلى المنفرجة وهى إليها ورد مثل هذا مفتقر إلى العلم بالهندسة وكيفية التركيب من التشريح ومتى عرض للخلع أن يخرق الجلد فذاك جرح يعالج بما مر فيه ويختص الخلع بعد الرد والربط بلصق نحو العفص والأقاقيا والآس والمغاث وغراء السمك ودقيق الكرسنة والعدس والشونيز والورد اليابس ودهنه وكالخلع الوثى لكن العضو فيه لا يفارق بالكلية بخلاف الخلع ودونه الوهن فإنه مجرد انصداع وقد يقع للمهزولين ومن كثرة رطوبته أن ترتخى رطوبتهم فتطول مفاصلهم وتستعد لقبول المفارقة وجبر الوثى يكفي فيه مجرد الرد والربط وربما كفت الضمادات أما الوهن فيكفي فيه التغميز بالادهان والخرق الحارة مع الراحة وبعضهم يرى كي الثلاثة وهذا بالبيطرة أشبه من الطب الإنساني وقد يبقى في هذه وجع لانحلال المواد وضعف العضو فيقبلها بسهولة فيعالج بعد الجبر بالمستفرغات والتدليك على اختلاف أنواعهما وربما دعت الحاجة إلى شرط العضو لتصلب شئ تحته لا يحلله الدواء فوق الجلد.
* (تنبيه) * الوهن كالكسر في جواز عروضه لكل جزء من الأعضاء وأما الوثى المترجم في كلام الشيخ بميل المفصل وزواله فكالخلع في أن كلا منهما تابع لحركة المفصل فإن كان كالركبة يقبل الحركة إلى الجهات الأربع جاز انخلاعه إليها وإلا فبحسبه فإن كان الكتف لا ينخلع إلى الداخل عكس المنكب لما ستعرفه في التشريح وكل خلع قابل للصحة لبقاء الحياة إلا الفقرات فان الخلع بل الوثى فيها يقارن الموت لانقطاع النخاع بذلك وبالأولى الكسر كذا قرروه وفيه بحث لان الكسر قد يقع في عظامها دون أن يصل إلى النخاع ضرر والموت إنما يكون بانقطاعه وهو غير لازم للكسر * (تتمة في الوصايا) * تجب العناية بالأورام والجروح فقد قال الشيخ إنها مقدمة على الجبر إن لم يمكن الجمع ومن الناس من يربط مورها لتسلم الجراح من شره ويجوز ترك الربط أصلا مع الامن من خلل العضو ويجب تعليق ما يعلق ومد ما يمد على جهة تلزمها الراحة ثم لا يوضع الجبر كما مر إلا بعد تصحيح الخلل بل يكتفى بالربط إلى المدة المذكورة وقد صرح الشيخ بجواز وضع الجبائر من أول يوم إذا خيف الضرر وعدم كفاءة الربط كما أشرنا إليه وأن لا يمد العضو فوق ما يحمل وأن يكثر الملينات الوضعية عند فك الكسر ثانيا لئلا يكسر الصحيح بسوء العلاج، والله أعلم.
[جغرافيا] علم بأحوال الأرض من حيث تقسيمها إلى الأقاليم والجبال والأنهار وما يختلف حال السكان باختلافه وهو علم يوناني ولم ينقل له في العربية لفظ مخصوص وحاجة الطب إلى هذا العلم أكيدة حتى إنه كاد أن يكون من الأسباب الضرورية لشدة اختلاف أمراض الناس وأحوال علاجهم باختلاف مساكنهم، فان الطبيب إذا علم حال الإقليم وما خص أهله به من الطوارئ سهل عليه علاجهم مثال ذلك أن الدواء يكون إما بالاسهال وله زمن الربيع والخريف أو باستفراغ الدم وله الأول فقط أو بالأشربة ولها الصيف أو بالمعاجين ولها الشتاء ولا شك أن المراد بالفصول عند