وباقي الأحوال فساد وفى الثلاثة الأخيرة على الأمراض الوبائية والأوجاع والفتن إلا في الحوت فعلى السلامة في المياه والزروع والابدان مع عموم النكد والشرور [وأما ما يدل عليه وسط الكسوف] فالضابط فيه أن تنظر إلى الطالع وربه، فإن كان الحمل والعقرب فربهما المريخ أو الجدي والدلو فزحل أو الثور والميزان فالزهرة أو الجوزاء والسنبلة فعطارد أو السرطان فالقمر أو الأسد فالشمس أو القوس والحوت فالمشترى ثم تعلم اختصاص الأرباب بما تقرر كالشمس بأمر الملوك والقمر بالوزراء وعطارد في الجوزاء بالكتاب والسنبلة بأرباب الفلاحة فإذا استحكمت ذلك فاعلم أن رب الطالع إما أن يكون عند نظره صاعدا أو ساقطا أو مستقيما أو هابطا أو محترقا أو راجعا وفى كل منها إما مثلثا أو مسدسا أو مربعا أو مقابلا فهذه أربع وعشرون حالة ملازمة يتبع كلا منها أحكام خاصة، فالصعود والتثليث والتسديس خير محض فيما هو له والتربيع والمقابلة والاحتراق والسقوط شر محض والرجوع سرعة في القضاء من أي الجهتين كان فهذه غاية تفصيل الأدلة فاستغن بها عما لا طائل في بسطه [وأما أدلة البيوت] فعلى ما تقدم من أن الأول للنفس فيدل على ضرر الأبدان والثاني للمال فيدل على انحطاط المتاجر وقلة المكاسب وهكذا [وأما أدلة الألوان] في الخسف، فالسواد البحت ظلم ومع الحمرة طعن وإهراق دماء والصفرة حمى ومرض والخضرة فساد في الزرع والغبرة رياح مخوفة [وأما دلالته بعد خروجه من الخسف] فدلالة ما يعمل من الكواكب والبروج وقد علمت تفصيله فهذه نبذ من متعلقات الأدلة التي هي مقدمات القضاء على غايات هذه الصناعة على وجه التلخيص.
* (فصل: في تقرير المبادى ووجه التعلق باستخراج الضمائر وارتباط العوالم بكليات النوعين وجزئياتهما وكيفية التداخل وفى ذكر قواعد لا قدرة للحاكم بدونها) * اعلم أن أول الأوائل تقدس في نعوت جلاله عن مدارك الأقيسة وإحاطات العقول حين سبق قضاؤه بايجاد الهيولي واختراع الجنس وإبداع الأجناس وتفصيل الأنواع أبرز خلاصة المجردات من عين صميم اللطف تكثيرا لموانع التعدد مع الاتحاد فكان المتحرك يلازمه من الجوهرين فدخلت مجازات الواحدية فجوزت ما امتنع قديما وتكاثر الصادر الثاني بالنسبة إلى الأول والثالث إليه حتى انختم الدور على النوع الأوسط فسمى العالم الصغير فمخارجه كالبروج اثنا عشر: الحمل والعقرب للعينين والثور والميزان للأذنين والجوزاء والسنبلة للمنخرين والسرطان للفم والأسد للسرة والقوس والحوت للثديين والجدى والدلو للسبيلين وحواسه الخمسة للمتحيرة والخمسة كقسمة البروج ونفسه كالشمس بجامع عدم التغير وعقله كالقمر لاتصافه بهما وعروقه كالدرج ومفاصله كالدقائق وحالاته كالجهات، فانظر عند الحكم في حال الطالع وباقي الأوتاد وما يليها واقض على الأول في البيوت بخصوصية النفس والثاني بالأموال والكسب والتجارة والثالث للاخوة والأقارب والصداقة والرابع للآباء والمشايخ والأكابر والخامس للبنين والخدمة والسادس للأمراض وما يتعب ممارسته والسابع للفراش والشركاء وما يجب اتخاذه للقنية والثامن للعدم والموت والتاسع للأسفار والرسل والغياب والعاشر للملك والناموس والسلطنة والحادي عشر للطمع والرجاء وتوقع الحصول والدخول في اليد والثاني عشر لليأس والانقطاع [قاعدة] الفلك بيت وجسد والكوكب سكن وروح والشمس سلطان وسط الوجود كالقلب في البدن والقمر النائب الخاص الذي له النقض والابرام عن السلطان وعطارد الكاتب والزهرة المطرب المرقص ولها الزينة والنساء والمريخ السياف