في الخاصرة فقد مات أو في أسفل البطن فلا ومتى شك في حياته فلتحمل يسير المسك بماء الورد فإن كان حيا فإنه يتحرك ومتى كانت الحركة من جانب إلى آخر فالحياة مستمرة وإلا فإن كانت مجرد اضطراب في أسفل البطن فلا اعتداد بها وإذا كثر الماء الأبيض فقد قربت الولادة [طلوعات] تطلق على كل خراج سواء كان ذا خشكريشة أولا ومنها الدبيلة والحمرة والنملة وغيرها وكل في بابه.
[طنين] مر في رسم الاذن [طبخ] علم واسع عليه مدار الأنواع الثلاثة، وهو عبارة عن إنضاج الحرارة الشئ بشرط مؤانسة الرطوبة ويقال لعادمه النئ وقاصره الفج ولعمل الحرارة بلا رطوبة شئ وبالادهان قلى ولما فات الاعتدال احتراق وستحقق. ويحتاج الطبخ إلى الطب حاجة شديدة من حيث التركيب تأليفا والتعديل طبعا والمزاج إحكاما والتحضين إتقانا ويحتاج إليه الطبيب في تبليغ المزاج غايته وصيرورة المختلف مؤتلفا والكثرة وحدة، ثم الطبخ إما طبيعي وهو تعيين الصورة النوعية في المادة والهيولي متناسبة الجوهر وسيأتى لهذا في العلم الإلهي مزيد استقصاء أو صناعي وهو ما يقصد به محاكاة الطبيعة وإن لم يبلغها يبلغها واختلافه غير محصور وإن أمكن رده إلى صحة الفكر وخفة اليد ووزن الحرارة كجعلها حضانة في مؤانسة ما شأنه الصعود ووسطا فيما يراد منه التحليل وأعلى فيما يراد منه التفريق لما ائتلف والجمع لما اختلف كالتقطير والعقد وقد صحح أهل الخواص أن موازين النار لا تعد وستة عشر أدناها ما عادل حرارة الجناح وأرفعها ما محق رطوبة توازن اليبوسة في اثنى عشر دقيقة قال في حلول الأفلاطونيات وهذا ضابط يكفي العاقل في تقرير الوسائط ثم تختلف بحسب الزمان والمكان كما قرره في الكتاب المذكور حيث قال وقد ألفت بين صفار البيض والزرنيخ الأصفر في ثلاثة في الصيف بأنطاكية وسبعة في الشتاء فليقس وهذا مأخوذ في الحقيقة من أفعال الطبيعة حيث اختلفت في المعادن والنبات وأوقات الزهر والثمر والنضج والحصاد زمانا ومكانا كما سيأتي في الفلاحة [طلسمات] علم اخترعه أرشميدس على ما حرر وقيل أول ما وضع فيه مكعب أفلاطون. وهو علم مادته الفلك وأنواع المولدات، وصورته كمال الهياكل، وغايته محاكاة الطبيعة الأصلية، وفاعله الحكيم، ويحتاج إلى الطب في أحكام الطبائع وتحرير دخنه وأجزاء بخوراته وما يتعلق بموازين درجها وهل محتاج إليه؟ فيه نظر من أنه يفعل في شفاء العلل وطرد الهوام وحفظ ما يطلب حفظه الأزمنة المتطاولة ومن أن في الطب ما ينوب عنه. ويمكن أن يجاب بما قيل في الخمر من أن المفرحات وإن كان فيها ما يفعل فعلها لكن مع التركيب فيكون البسيط أشرف على تسليم التساوي، ثم مطلق العلم إن كان موضوعه روحا في روح فالسحر أو جسدا في جسد فالكيمياء أو روحا في جسد فالطلسم وهو مشابهة الطبيعيات قهرا بنسب عددية وأسرار فلكية.
والسحر إما علمي وهو معرفة ما تلقيه الثوابت على السيارة وهى على إفراد السفلى بنسب مخصوصة أو عملي وهو التصرف في الأبدان بالفعل إما بملاحظة الايهام كالفاعل بالأسماء أو مناسبة الطبيعة كالمطعومات والدخن أو بمجرد الحركة كالمشاتيل أو الخواص في الأرمدة كلها إما جبلية مركوزة كالصادر من أهل الإقليم الأول فإنهم يفعلون ما يريدون بلا شرط أو صناعية وهذه أول ما يحتاج فيها إلى معرفة الفلك قسمة وحركة وما يخص كل كوكب في محل من الفلك. فان القمر إذا كان في الشرطين فافعل به ما يتعلق بالفرقة والسفر والدواء، أو في البطين فاستخراج الدفين والتهييج والسجن يطول والاباق، أو في الثريا فلسفر البحر وعمل الكيميا وإفساد المواشي والمحبة، أو في الدبران فللفساد مطلقا إلا ما يتعلق بالرقيق، أو في الهقعة فعكسها إلا في الشركة وتختص بالشروع في العلوم أو في الهنعة فللاصلاح ما عدا شرب الدواء، وفى الذراع فللتجارة وقضاء الحوائج وعقد الوحوش كالدبران وفساد الصنائع، أو في النثرة