تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٢ - الصفحة ٧٩
وحمرة وتهيج ثم تنتؤ متتابعة الظهور على استدارة أو طول إلى السابع ثم يتناكص تدريجا في النقصان مدة الأسبوع الثاني ثم ينفرك وأجوده الأبيض المتفرق القليل اللازم لما ذكرنا في الأسبوعين ويليه الأبيض المتصل فالأصفر فالأخضر فالبنفسجي فالأسود الكبد ومتصل كل نوع يلي منفصله ثم لا شبهة في أن الصلب الأسود قاتل لا محالة من غير شرط وكذا متصل الأخضر والبنفسجي وغيرهما إن صحبه كرب وضيق نفس وبحوحة وقئ في الأسبوع الأول وإسهال في الثاني فكذلك وإلا فلا والمختفى منه دفعة بعد الظهور قاتل لا محالة وأيام ظهوره في الرابع وما يليه من الثالث بعد رأس الحمل وفى نحو مصر من الحوت ويكثر بالبلاد الرطبة خصوصا الحارة كمصر ويعدم في اليابسة كالزنج والحبشة لشدة الحر والصلابة وكذلك في الصقالبة لجمود الخلط والفرق بينه وبين الحصبة الكبر والتخلخل فيه والانضاج والامتلاء بالمادة البيضاء خصوصا سليمه فإنه وإن احمر فلابد وأن تشابه حمرته بلون ما وكذا سائر ألوانه فليس له لون بسيط حتى أن القاتل من الأخضر تتوسطه خطوط بيض. قال النفيسي وهذا النوع هو الورشين قال ومن الجدري نوع يسمى الحميقا كبار متفرقة مملوءة بالمادة وهو نوع جيد العاقبة ومنه ذو أشكال وزوايا مربعة ومثلثة ومنه ما في وسطها أخرى يسمى المضاعف ورصاصي قال إنه عن البلغم وأكثره في الصدر والجوف والوجه وبنفسجي عن الدم وعندي أن النوعين لم ينفكأ عن السوداء أو الدم المحترق قال وكلها رديئة.
* (تنبيه) * قد تقدم أن الجدري فضلات دم الحيض ولا شك أن اللبن عن الغذاء بالفعل من الدم فيجب أن يكون عنه أيضا وقد صرح به في شرح الأسباب. إذا تقرر هذا فيتفرع عليه أن بياض الجدري الدال على السلامة ليس كليا كما أطلق بل إن كان عن الدم فكما قلتم وإلا فلا لجواز كونه مهلكا والبياض من مادة اللبن ويمكن دفعه بأن البياض من لوازم اللبن ما دام على صورته وحينئذ لا يكون عنه جدرى ولا غيره فإذا فسد ساوى غيره ولعل هذا هو الصحيح وهو من الأمراض المعدية خصوصا إذا وقع في تغير الهواء وغالبا يكون في نحو مصر مقدمة للطاعون أو الوباء ويستوعب أجزاء البدن حتى البواطن خصوصا إذا كان رديئا والذي تقارنه البحوحة مع بقاء الحمى بحالها أو يجاوز الأسبوع ولم ينكس ولا تسكن أعراضه قاتل لا محالة (العلاج) إن كان قبل البلوغ كما هو الأكثر وعلمت أعراضه قبل ظهوره بأن كان النبض موجبا عظيما أو مختلفا والحمى مطبقة وجب إعمال الحيلة في الرعاف أو شرط الاذن والجبهة وأخذ ما يبرد الدم عن الغليان كالكزبرة والعدس والعناب ولا شئ أجود من شراب الريباس فالكادى والطلع فالحماض والعناب، فان غلب اليبس لينت الطبيعة بالإجاص والشيرخشك فإذا بدأ خروجه فالحذر من أخذ ملين فضلا عن المسهل لجذبه المادة إلى الباطن بعد توجهها إلى الجلد فيقتل بغتة بل إن كان خروجه سريعا والوقت حارا والبدن غضا اقتصر على مرق العدس وأكل العناب ومزاور الرجلة والقرع والإسفاناخ والأطرية إلى السابع وإن عدمت الشروط الثلاثة أو بعضها وجبت مساعدته بما يسرع خروجه عن البدن كالرازيانج بالسكر وماء الكرفس بالتين وأجود من ذلك ما طبخ من التين واللك المغسول والعدس والكثيراء فإذا جاوز السابع متنكسا مائلا إلى السواد بخر بثمر الأثل وعوده الغض وأوراقه فان صحت الصحة والوثوق بالسلامة حل الملح في الشيرج وطلى منه بريشة أو دهن الثوب ولبس وإلا فالحذر منه وإن جاوز العاشر مصحوبا بالصحة رخص في الزفر وإلا فلا وقد تدعو الحاجة إلى أكل الحلو فيه غير العسل والتمر إذا كان الزمان باردا لينتبه الدم ويدفع فاسده وكثيرا ما يطعمون عندنا فيه دبس
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع في تفصيل أحوال الأمراض الخ 2
2 حرف الألف 8
3 فصل في حال الدليل 24
4 فصل في أحكام القرآن 31
5 فصل في ذكر ما يومى اليه الكسوف والخسوف من الدلالة الخ 32
6 فصل في تقرير المبادي ووجه التعلق باستخراج الضمائر وارتباط العوالم الخ 33
7 فصل في خصوصيات الأدلة باعتبار الكواكب 35
8 فصل في أحوال الضمير والخلاف فيه 35
9 حرف الباء 38
10 الفصل الأول في صفة البيطار 51
11 الفصل الثاني في آلاته 51
12 الفصل الثالث في موضوع هذه الصناعة ومباديها وما يجب أن يعرفه الخ 52
13 الفصل الرابع فيما يختار منها وذكر عمرها وما يستدل به على سنها وغير ذلك 52
14 فصل ولما كان التشريح من أهم ما يجب أن يعرفه الطبيب قبل طب الإنسان الخ 3 5 فصل في الأخلاق السيئة في الحيوان الخ 54
15 فصل في ذكر أشياء تجري مجرى الفراسة من الإنسان الخ 55
16 فصل وإذ قد فرقنا من جزء العلم في هذه الصناعة فلنقل في عملها ما فيه كفاية الخ 56
17 فصل في علاج سمومها وذكر ما زاد على الإنسان 60
18 فصل في المختار من أدوية العين الخ 60
19 خاتمة تشتمل على ذكر ما يجري هنا مجرى الجزئيات من طب الإنسان 60
20 حرف الجيم 70
21 فصل ينبغي لمن أراد التلذذ به الميل بأغذيته إلى الحار الرطب الخ 72
22 (جغرافيا) 87
23 حرف الدال 91
24 حرف الهاء 101
25 هندسة 104
26 فصل في السطوح 106
27 فصل في الأشكال 106
28 فصل قد تقرر في قاطيغوريا أن السطح الخ 106
29 حرف الواو 110
30 حرف الزاي 114
31 حرف الحاء 121
32 فصل في ذكر الأدوية الموجبة للحبل 145
33 حرف الطاء 150
34 (طلسمات) 154
35 فصل في تشعبات أهل هذه الصناعة 156
36 فصل في الشروط الخاصة ملتقطة من كلام الرازي 157
37 فصل فيما يخص كل كوكب وبرج الخ 157
38 فصل في الأعمال وتدريجها إلى الكمال 160