وحمرة وتهيج ثم تنتؤ متتابعة الظهور على استدارة أو طول إلى السابع ثم يتناكص تدريجا في النقصان مدة الأسبوع الثاني ثم ينفرك وأجوده الأبيض المتفرق القليل اللازم لما ذكرنا في الأسبوعين ويليه الأبيض المتصل فالأصفر فالأخضر فالبنفسجي فالأسود الكبد ومتصل كل نوع يلي منفصله ثم لا شبهة في أن الصلب الأسود قاتل لا محالة من غير شرط وكذا متصل الأخضر والبنفسجي وغيرهما إن صحبه كرب وضيق نفس وبحوحة وقئ في الأسبوع الأول وإسهال في الثاني فكذلك وإلا فلا والمختفى منه دفعة بعد الظهور قاتل لا محالة وأيام ظهوره في الرابع وما يليه من الثالث بعد رأس الحمل وفى نحو مصر من الحوت ويكثر بالبلاد الرطبة خصوصا الحارة كمصر ويعدم في اليابسة كالزنج والحبشة لشدة الحر والصلابة وكذلك في الصقالبة لجمود الخلط والفرق بينه وبين الحصبة الكبر والتخلخل فيه والانضاج والامتلاء بالمادة البيضاء خصوصا سليمه فإنه وإن احمر فلابد وأن تشابه حمرته بلون ما وكذا سائر ألوانه فليس له لون بسيط حتى أن القاتل من الأخضر تتوسطه خطوط بيض. قال النفيسي وهذا النوع هو الورشين قال ومن الجدري نوع يسمى الحميقا كبار متفرقة مملوءة بالمادة وهو نوع جيد العاقبة ومنه ذو أشكال وزوايا مربعة ومثلثة ومنه ما في وسطها أخرى يسمى المضاعف ورصاصي قال إنه عن البلغم وأكثره في الصدر والجوف والوجه وبنفسجي عن الدم وعندي أن النوعين لم ينفكأ عن السوداء أو الدم المحترق قال وكلها رديئة.
* (تنبيه) * قد تقدم أن الجدري فضلات دم الحيض ولا شك أن اللبن عن الغذاء بالفعل من الدم فيجب أن يكون عنه أيضا وقد صرح به في شرح الأسباب. إذا تقرر هذا فيتفرع عليه أن بياض الجدري الدال على السلامة ليس كليا كما أطلق بل إن كان عن الدم فكما قلتم وإلا فلا لجواز كونه مهلكا والبياض من مادة اللبن ويمكن دفعه بأن البياض من لوازم اللبن ما دام على صورته وحينئذ لا يكون عنه جدرى ولا غيره فإذا فسد ساوى غيره ولعل هذا هو الصحيح وهو من الأمراض المعدية خصوصا إذا وقع في تغير الهواء وغالبا يكون في نحو مصر مقدمة للطاعون أو الوباء ويستوعب أجزاء البدن حتى البواطن خصوصا إذا كان رديئا والذي تقارنه البحوحة مع بقاء الحمى بحالها أو يجاوز الأسبوع ولم ينكس ولا تسكن أعراضه قاتل لا محالة (العلاج) إن كان قبل البلوغ كما هو الأكثر وعلمت أعراضه قبل ظهوره بأن كان النبض موجبا عظيما أو مختلفا والحمى مطبقة وجب إعمال الحيلة في الرعاف أو شرط الاذن والجبهة وأخذ ما يبرد الدم عن الغليان كالكزبرة والعدس والعناب ولا شئ أجود من شراب الريباس فالكادى والطلع فالحماض والعناب، فان غلب اليبس لينت الطبيعة بالإجاص والشيرخشك فإذا بدأ خروجه فالحذر من أخذ ملين فضلا عن المسهل لجذبه المادة إلى الباطن بعد توجهها إلى الجلد فيقتل بغتة بل إن كان خروجه سريعا والوقت حارا والبدن غضا اقتصر على مرق العدس وأكل العناب ومزاور الرجلة والقرع والإسفاناخ والأطرية إلى السابع وإن عدمت الشروط الثلاثة أو بعضها وجبت مساعدته بما يسرع خروجه عن البدن كالرازيانج بالسكر وماء الكرفس بالتين وأجود من ذلك ما طبخ من التين واللك المغسول والعدس والكثيراء فإذا جاوز السابع متنكسا مائلا إلى السواد بخر بثمر الأثل وعوده الغض وأوراقه فان صحت الصحة والوثوق بالسلامة حل الملح في الشيرج وطلى منه بريشة أو دهن الثوب ولبس وإلا فالحذر منه وإن جاوز العاشر مصحوبا بالصحة رخص في الزفر وإلا فلا وقد تدعو الحاجة إلى أكل الحلو فيه غير العسل والتمر إذا كان الزمان باردا لينتبه الدم ويدفع فاسده وكثيرا ما يطعمون عندنا فيه دبس