فيهواه طبعا وفيه صلاحه ثم الموز والعنب وينبغي بعده عما خبث كالدفلي والبنج أو غير بمرارته وإن كان نافعا كالكبر وأن توضع كوارته فوق مرتفع منفتحة إلى الشرق والقبلة بعد أن تطلى وما تحتها بالروث والطين الحر والمطلوب روث البقر وتحكم بناء وملاسة وإذا كانت من خشب طيب كالأردوخ فلا بأس وتحكم تغطيته ويترك فيها مكان للدخول والخروج لا يسع غيرها ويعاهد طليها بعصارة الريحان البستاني لأنها تهواه والبرى يطردها، قال والنحل أعز الحيوان نفسا وأنزهها يرمى الميتة خارج الخلايا وكذا ونيمه يعنى روثه وله ملوك تنظم شمله هن الكبار الدقاق الأوساط وذكور دونهن حجما فلا ينبغي أن يبقى في الخلية أكثر من ملك وعشرة ذكور ولو بقص الجناح ويقتل الباقي برش الماء الحار قال وهذا إذا لم يكن هناك ما يؤذيها نحو الزنابير وإلا فتبقى لتحمى اه والظاهر أنه لا حاجة إلى هذا التقييد لأنها تحمى بالكثرة كما شاهدناه ولان أهلها تتولى ذلك وفساد كثرة الملوك أشد لأنها تقتل النحل غيرة أو تشرده ويختار من النحل الأحمر المستدير الملس لدلالته على الحداثة فالأشقر فالأسود وقيل العكس فالمرقط ولا خير فيما عدا ذلك وهو لا يقع على متغير ولا كريه بل يبعد عن الأدناس، وينقسم في نفسه إلى هلالي يسمى الغرانى يجعل أقراصه هلالية الشكل وهياك يجعلها طويلة ومستديرة لاستدارة أقراصه والمعلم يرى أن أجودها الأول وكان أهل الصناعة يرون الثالث أكثر عسلا وهو يجتنى من كل زهر وظاهر كلامه في الطبيعيات أن العسل كالترنجبين وقد سبق هذا البحث مفصلا. وحاصل القول فيه أنها تخرجه من بطونها وأما الشمع فتستحصله على أرجلها والأصح أنها تصنع الضبط أولا لتحصن به الكوارات ثم الأقراص ثم العسل وهى مسألة طويلة الذيل هذا حاصلها ووقت تنحله يعنى تولده من نصف أشباط في نحو اليمين وبرمهات في مصر وأوائل نيسان في نحو الشام وإيار في الروم وعلامته الاضطراب والتموج فينبغي أن يعدله ما يتعلق به من نحو غصن أو قش أخضر أو مرشوش بالماء فيخرج اليعسوب أولا ثم تتبعه فينفض ما في الكوارة وغاية ما تنحل الخلية الواحدة سبع مرات في العام وتقطف الجديدة في خريف عامها إن كانت فاضلة وإلا ففي ربيع القابلة والعسل يقطف مرة في الربيع بعد تنحيله وهى الأكثر والأجود أن يبدأ فيدخن بأخثاء البقر وتبل اليد بالماء ويستخرج ومرة في الخريف لكن لا يؤخذ حينئذ إلا ما يفضل عن تقدير ما يكفيها في الشتاء خصوصا في البلاد الباردة فان أجحف بها وضع عندها ما تأكله وأفضله الزبيب المدقوق بالصعتر ويجوز العسل والدبس لئلا تهرب من الجوع فان غالب فسادها منه وقد تهرب لمجاورة دخان وريح كريه وقحط فيلاحظ ذلك ولترش الخلايا بالشراب فإنه يحفظ النحل أو بالعسل ممزوجا بالعفص أو زهر الرمان فإنه يمنع السوس والديدان والعناكب أو تبخر بالساج لطرد القمل أو يلقى عندها أغصان التفاح مطلية بالعسل والجذر من دخان ذرق الحمام وينبغي أن تنقل كل مدة ويقصد لها الأماكن الخصبة الكثيرة الماء ومتى وجدت في الخلية نحلا ميتا أو مقطعا فإن كانت الملوك كثيرة فمنها فاقتلها، وإلا فمن الزنابير وإلا فاقسمها فقد ضاقت ووجه الخلايا إلى الشرق أو الشمال وإن استطعت أن تمنع عنها الجنوب فافعل فهذا جماع ما تدعو الحاجة إليه من هذه الصناعة وما عداه فتطويل بلا فائدة.
* (حرف الجيم) * [جماع] هو أشهر الأسماء بهذا الفعل وألفاظه في لغة العرب تزيد على المائة وهو عبارة عن نفس الفعل والباءة القوة عليه والانعاظ انتفاخ العروق ولو عن مرض، والجماع يكون دواء من أمراض