قد يتم بصورته النوعية قبل أن يبدو للحس وسمى بذلك لاعترائه الفيل أو لشبه الرجل فيه برجله وحقيقته انصباب أحد الباردين في الرجل فتغلظ في مجاريها من لدن الركبة إلى نهايتها ومادتها الاكثار من كل ما يولد السوداء الغليظة كلحم البقر والأسماك الكبار ويزيده مع ذلك المشي وحمل الثقيل والشرب قبل الهضم وأكل ما ينهضم قبل أن تنخلع صورة الغذاء والجماع على الامتلاء وعلامة الكائن منه عن السوداء تلهب واحتراق مع كمودة العضو فان زادت حرافة المادة قرحت وتفتحت فان تساوت الأخمص بالساق وارتخى العضو مع ذلك فلا مطمع في علاجه فان فعل فعل الأواكل من سعى وتقريح وسيلان وجب قطع العضو لحفظ باقي البدن وإلا عولج الخفيف منه وعلامة الكائن منه عن البلغم برد العضو وارتخاء ملمسه وعدم تقريحه وقلة وجعه (العلاج) فصد الباسليق من الجانب المقابل أولا في السوداء ثم شرب سفوف السوداء بماء الجبن أسبوعا ثم مطبوخ الأفتيمون كذلك ثم هذه الحبوب وهى من مجرباتنا فيه وفى الدوالي. وصنعتها: أفتيمون بسفايج زهر بنفسج من كل جزء شحم حنظل لوز مر سقمونيا من كل نصف لازورد لؤلؤ مرجان من كل ربع جزء تعجن بماء الشاهترج وتحبب والشربة مثقالان وبالسكنجبين البزوري والاستعمال في الأسبوع مرتان ثم الفصد في مأبض الركبة واستعمال الضمادات والنطولات المحللة كالبابونج والإكليل والنخالة والحلبة ثم القابضة المانعة من عود المادة بعد نقائها مثل الآس والكرنب والسلق والعفص وجوز السرو والقطران والشيلم والزجاج كل ذلك مع ربط الرجل وقلة القيام والحركة وعلاج الكائن عن البلغم أولا بملازمة القئ بماء الفجل والشبت والعسل والخل والسمك المالح مرارا ثم ملازمة اللوغاذيا أواركيفانس أياما ويزيد في الضمادات هنا الخردل والميويزج والحجامة هنا في الرجل بدل الفصد وهذا كله مع الاقتصار في أغذية الأول على ما يولد الدم الجيد كالفراريج والسكر والفستق والزبيب وفى الثاني على الضأن مشويا مبزرا وفى الموضعين على صفرة البيض واللوز وإدمان الاطريفال فيه جيد [دوالي سميت بذلك لامتدادها وكثرة تلافيفها كدوالي الكرم وتكون عن انصباب أي خلط غلب ولو كيفا سوى الصفراء إلى عروق الساقين والقدمين كداء الفيل هذا هو الصحيح وما قيل من أن الدوالي عبارة عن تحيز المادة في الساقين وداء الفيل في القدمين فكلام من لم يرسخ له قدم في الصناعة والصحيح وقوع كل من المرضين في كل من العضوين بل قد يجتمعان في وقت واحد والفرق بينهما تحيز ما انصب بين الأغشية والعظم والجلد واللحم في داء الفيل وفى هذه إنما يكون المنصب في تجاويف العروق خاصة ومن ثم تظهر في الرجل ملتفة ملتوية كحبل ملفوف تثقل وتنقص الحركة والقوة ثم اختلفوا في هذه العروق الظاهرة للحس هل هي أصلية ظهرت لكثرة ما ينصب إليها أو هي عروق كونتها المادة تكوينا غير طبيعي كالسمن الخارج المعظم على الأول ومنهم الشيخ والطبيب لان الطبيعة لا تتكون على وزان العروق لضيق المكان وبعد اختصاص الحرارة العاقدة على هذه الكيفية وقوم من المحققين على الثاني ومنهم الرازي وهذا هو الأصح عندي وصغرى قياسهم باطلة ولأنهم صرحوا في علاجها بقطع هذه العروق وليس في الرجل إلا الصافن والمأبض ونحوهما مما ستعرف في الفصد أن قطعه مفض إلى الموت لا محالة وأسبابها ما سبق في داء الفيل من نحو الوقوف وحمل الأثقال وعلاماتها كما مر ظهورها للحس وتلونها بلون الخلط المنصب إليها فإن كان سوداء كانت كدرة إلى العبرة وقد تكون إلى الخضرة إذا غلب احتراق الخلط أو بلغما كانت إلى البياض والشفافية أو دما فإلى الحمرة بحسب تغير الدم وتكون من اجتماع المذكورات كلها أو بعضها (العلاج) في القسمين الأولين ما مر في داء
(٩٣)