تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٢ - الصفحة ٩٣
قد يتم بصورته النوعية قبل أن يبدو للحس وسمى بذلك لاعترائه الفيل أو لشبه الرجل فيه برجله وحقيقته انصباب أحد الباردين في الرجل فتغلظ في مجاريها من لدن الركبة إلى نهايتها ومادتها الاكثار من كل ما يولد السوداء الغليظة كلحم البقر والأسماك الكبار ويزيده مع ذلك المشي وحمل الثقيل والشرب قبل الهضم وأكل ما ينهضم قبل أن تنخلع صورة الغذاء والجماع على الامتلاء وعلامة الكائن منه عن السوداء تلهب واحتراق مع كمودة العضو فان زادت حرافة المادة قرحت وتفتحت فان تساوت الأخمص بالساق وارتخى العضو مع ذلك فلا مطمع في علاجه فان فعل فعل الأواكل من سعى وتقريح وسيلان وجب قطع العضو لحفظ باقي البدن وإلا عولج الخفيف منه وعلامة الكائن منه عن البلغم برد العضو وارتخاء ملمسه وعدم تقريحه وقلة وجعه (العلاج) فصد الباسليق من الجانب المقابل أولا في السوداء ثم شرب سفوف السوداء بماء الجبن أسبوعا ثم مطبوخ الأفتيمون كذلك ثم هذه الحبوب وهى من مجرباتنا فيه وفى الدوالي. وصنعتها: أفتيمون بسفايج زهر بنفسج من كل جزء شحم حنظل لوز مر سقمونيا من كل نصف لازورد لؤلؤ مرجان من كل ربع جزء تعجن بماء الشاهترج وتحبب والشربة مثقالان وبالسكنجبين البزوري والاستعمال في الأسبوع مرتان ثم الفصد في مأبض الركبة واستعمال الضمادات والنطولات المحللة كالبابونج والإكليل والنخالة والحلبة ثم القابضة المانعة من عود المادة بعد نقائها مثل الآس والكرنب والسلق والعفص وجوز السرو والقطران والشيلم والزجاج كل ذلك مع ربط الرجل وقلة القيام والحركة وعلاج الكائن عن البلغم أولا بملازمة القئ بماء الفجل والشبت والعسل والخل والسمك المالح مرارا ثم ملازمة اللوغاذيا أواركيفانس أياما ويزيد في الضمادات هنا الخردل والميويزج والحجامة هنا في الرجل بدل الفصد وهذا كله مع الاقتصار في أغذية الأول على ما يولد الدم الجيد كالفراريج والسكر والفستق والزبيب وفى الثاني على الضأن مشويا مبزرا وفى الموضعين على صفرة البيض واللوز وإدمان الاطريفال فيه جيد [دوالي سميت بذلك لامتدادها وكثرة تلافيفها كدوالي الكرم وتكون عن انصباب أي خلط غلب ولو كيفا سوى الصفراء إلى عروق الساقين والقدمين كداء الفيل هذا هو الصحيح وما قيل من أن الدوالي عبارة عن تحيز المادة في الساقين وداء الفيل في القدمين فكلام من لم يرسخ له قدم في الصناعة والصحيح وقوع كل من المرضين في كل من العضوين بل قد يجتمعان في وقت واحد والفرق بينهما تحيز ما انصب بين الأغشية والعظم والجلد واللحم في داء الفيل وفى هذه إنما يكون المنصب في تجاويف العروق خاصة ومن ثم تظهر في الرجل ملتفة ملتوية كحبل ملفوف تثقل وتنقص الحركة والقوة ثم اختلفوا في هذه العروق الظاهرة للحس هل هي أصلية ظهرت لكثرة ما ينصب إليها أو هي عروق كونتها المادة تكوينا غير طبيعي كالسمن الخارج المعظم على الأول ومنهم الشيخ والطبيب لان الطبيعة لا تتكون على وزان العروق لضيق المكان وبعد اختصاص الحرارة العاقدة على هذه الكيفية وقوم من المحققين على الثاني ومنهم الرازي وهذا هو الأصح عندي وصغرى قياسهم باطلة ولأنهم صرحوا في علاجها بقطع هذه العروق وليس في الرجل إلا الصافن والمأبض ونحوهما مما ستعرف في الفصد أن قطعه مفض إلى الموت لا محالة وأسبابها ما سبق في داء الفيل من نحو الوقوف وحمل الأثقال وعلاماتها كما مر ظهورها للحس وتلونها بلون الخلط المنصب إليها فإن كان سوداء كانت كدرة إلى العبرة وقد تكون إلى الخضرة إذا غلب احتراق الخلط أو بلغما كانت إلى البياض والشفافية أو دما فإلى الحمرة بحسب تغير الدم وتكون من اجتماع المذكورات كلها أو بعضها (العلاج) في القسمين الأولين ما مر في داء
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع في تفصيل أحوال الأمراض الخ 2
2 حرف الألف 8
3 فصل في حال الدليل 24
4 فصل في أحكام القرآن 31
5 فصل في ذكر ما يومى اليه الكسوف والخسوف من الدلالة الخ 32
6 فصل في تقرير المبادي ووجه التعلق باستخراج الضمائر وارتباط العوالم الخ 33
7 فصل في خصوصيات الأدلة باعتبار الكواكب 35
8 فصل في أحوال الضمير والخلاف فيه 35
9 حرف الباء 38
10 الفصل الأول في صفة البيطار 51
11 الفصل الثاني في آلاته 51
12 الفصل الثالث في موضوع هذه الصناعة ومباديها وما يجب أن يعرفه الخ 52
13 الفصل الرابع فيما يختار منها وذكر عمرها وما يستدل به على سنها وغير ذلك 52
14 فصل ولما كان التشريح من أهم ما يجب أن يعرفه الطبيب قبل طب الإنسان الخ 3 5 فصل في الأخلاق السيئة في الحيوان الخ 54
15 فصل في ذكر أشياء تجري مجرى الفراسة من الإنسان الخ 55
16 فصل وإذ قد فرقنا من جزء العلم في هذه الصناعة فلنقل في عملها ما فيه كفاية الخ 56
17 فصل في علاج سمومها وذكر ما زاد على الإنسان 60
18 فصل في المختار من أدوية العين الخ 60
19 خاتمة تشتمل على ذكر ما يجري هنا مجرى الجزئيات من طب الإنسان 60
20 حرف الجيم 70
21 فصل ينبغي لمن أراد التلذذ به الميل بأغذيته إلى الحار الرطب الخ 72
22 (جغرافيا) 87
23 حرف الدال 91
24 حرف الهاء 101
25 هندسة 104
26 فصل في السطوح 106
27 فصل في الأشكال 106
28 فصل قد تقرر في قاطيغوريا أن السطح الخ 106
29 حرف الواو 110
30 حرف الزاي 114
31 حرف الحاء 121
32 فصل في ذكر الأدوية الموجبة للحبل 145
33 حرف الطاء 150
34 (طلسمات) 154
35 فصل في تشعبات أهل هذه الصناعة 156
36 فصل في الشروط الخاصة ملتقطة من كلام الرازي 157
37 فصل فيما يخص كل كوكب وبرج الخ 157
38 فصل في الأعمال وتدريجها إلى الكمال 160