معلومة أولا وكلها إما تامة أو ناقصة وأنواعها كثيرة كالصرع والماليخوليا والسرسام وكل في موضعه [جبر] حقيقته رد العضو إلى الحالة الطبيعية عند عروض ما يخرجه عنها وكثيرا ما تطلقه العامة على كسر العظام خاصة والأول هو الأصل وهو والجراحات عين تفرق الاتصال غير أن الحكماء فضلا عن الأطباء لما رأوا هذه العلة مما تعرض لكل جزء من البدن اصطلحوا على تسمية طروها لكن عضو باسم خاص لتعلم في تفريق العلاج وقد يلزم بعضها بعضا كالرض فإنه من لوازم الكسر دون العكس كذا صرح العلامة في شرح القانون حيث قال وبين الكسر والرض موجبة كلية تنعكس جزئية يريد كل كسر يلزمه الرض ولا عكس ثم زوال العضو عن تركيبه بخلقته إن وقع في عظم واحد كأن تجزأ كبارا أو صغارا أو تشظى فكسر أو في عظمين بالحالة المذكورة فكذلك أو بمجرد مفارقة أحدهما للآخر فخلع أو اختص التفرق بالعصب طولا فشق وفى الأصح أن الشق يقع في العظم أو عرضا فبتق بالموحدة فالمثناة الفوقية أو في العضل طولا ففسخ أو عرضا فهتك أو في الشريان طولا فبزق بالمعجمة أو عرضا فبثق بالمثلثة أو في الأوردة فبتر أو في الأوتار والأعصاب معا فرض كذا قال سيقوليوس وعندي أن الرض فساد ما فوق العظم من عصب وغيره ولو غشاء وقد يخص الرض بما حصل من ضربة أو صدمة ولم يخرج منه دم وفى كلام أبقراط ما يؤيده وتظهر الفائدة في العلاج وفروعه. إذا تقرر هذا فالكسر عبارة عن انفصال أجزاء العظم أو العظام بحيث يصير الجزء الواحد بعد شكله الطبيعي جزأين فصاعدا وكل إما صغار أو كبار وكل إما مع الشظايا أولا وكل إما بحيث لو ألقيت لانتظمت طبيعية أولا فهذا ما يمكن تقسيمه هنا.
(العلاج) ملاك الامر فيه الرد إلى النظم الطبيعي ولكن هو مزلة الانظار فيجب تحريه ما أمكن وذلك بأن الكسر قد تفحش فيه المفارقة بحيث يظهر للبصر وقد لا يدرك إلا باللمس وفى الحالتين قد ينقشر الجلد عنه فيرى وحينئذ يكون سهلا وقد لا ينقشع فيعسر خصوصا في الحالة الثانية ومن الكسر ما يظهر بالسماع عند حركة العظم كما إذا وقع في عظم لا يستقل بالحركة كوسط المشط وهذا دقيق وكيف كان فلا يخلو إما أن يكون الجبر حال الكسر والعظم باق على حرارته وهذا في غاية السهولة أو بعد ساعات فإن كان الزمان حارا فكالأول وإلا وجب السكون ساعات في نحو حمام لتحل الحرارة ما عساه أن يكون قد جمد من دم يمنع التقاء الجزأين أو بعد أيام وهذا قسمان: أحدهما أن يكون جبرا فاسدا فخرج عن أصل الخلقة بتحديب أو تقعير أو تقصع أو فجج فهذا يحتاج إلى تلطف في الفك بعد تنطيل بماء حار وصابون وفرك وجذب بحيث يصير العظم كما كسر ثم يعاد.
وثانيهما أن يبقى على كسره وهذا أصعب الجميع مزايلة وأبعدها عن الجبر خصوصا إن كان التفرق خفيا لانعقاد نحو الدشيذ بين الفرج وفى كشفه مشقة إذا عرفت هذا فيجب التسوية بمد العضو وإمرار اليد وإلحام الاجزاء فإذا استوثق من ذلك غشاه بالخرق الصفاق وربط فوق الكسر بوثاقة صاعدا إلى الاعلى ثم منه إلى الأسفل ربطا متوسطا لما في الشد الشديد من حبس المواد وإضعاف العضو وتعفينه إن أبطأ الحل وفى الرخو من الانحلال والتفريق وصب الرطوبات المائعة من الفصد ثم يعمد بعد تفقد الأربطة إلى ترقيدها وتسوية ما بين فرجها ثم ينحت من خشب العناب أربع قطع رقيقة فيرفد بها العضو وإلا فمن الآس ثم يثبتها كذا قالوه وعندي أن الخشب المذكور يجب أن يكون من نحو التنوب والدفران لما فيه من جذب الدم إلى المحل ثم إن لم يكن هناك جرح ألصق على العضو من الزفت والشمع والصمغ والأقاقيا والكرسنة ما يمسك تفرقه ويجذب إليه غذاءه ثم ينظر في مزاجه نظرا طبيعيا فيزيل ما عنده من الاخلاط الحادة المائعة من