تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٢ - الصفحة ١٤٠
تجب زيادة المقادير لبعد العضو وهنا يجوز إخراجها بالشق إذا وقعت إلى القضيب لا قبله لان جرح المثانة لا يبرأ ولقد رأيت من مات بحصى المثانة لتقريحها بمكثه ومن المجرب فيها زرق الحلتيت والزباد محلولين بلبن النساء وشرب ماء الكرفس بالجندباد ستر وحجر اليهود ومن أخذ من رماد العقرب وجب البلسان والزجاج المحرق بالسوية وحلتيت نصف جزء وعجنها بالعسل ولازمها بماء الكرفس أزاله سريعا وللحبة السوداء إذا عجنت بالعسل فعل عظيم في حصى الكلية إذا لوزم استعمالها وكذلك لبن النساء به وعصارة قثاء الحمار لمطلق الحصى وكذا المر والمقل والمحلب وحجر الإسفنج معجونا.
ومما ينفع من الحصاة المشي وإرخاء الرجلين جالسا وركوب الخيل والمشي على رؤوس الأصابع وعلى رجل واحدة، ومن قذف عند الهضم وأحس بناخس في الجانب الأيمن ورؤى في دم فصده رمل فقد تولد الحصى في كبده فليأخذ في إزالة ذلك [حيض] لغة السيل يقال حاض الوادي إذا سال بالماء وفى النساء سيل الفرج بما يقذفه الرحم من الدم الزائد فيهن من فضلات الغذاء للبرد وضعف الهضم وصغر العروق ويتوقع بعد ثلاث عشرة سنة عند المعلم والشيخ لقوة الغريزية وإشراف النمو على الاشتداد قال جالينوس والرازي يمكن طروه في العاشرة وينقطع على رأس خمسين سنة غالبا وقد يمتد في محرورات المزاج أكثر من ذلك، حتى ادعى جالينوس أن امرأة حاضت في حدود الستين وإن صح قنادر وغالب وقوعه في المعتدلات زمن امتلاء القمر لأنه يمد أنواع المواليد بالزيادة وقد يسبق ذلك إذا اشتدت الحرارة وقد يتأخر إلى الاحتراق إذا اشتدت البرودة وقد يكون ذا أدوار مضبوطة بداية ونهاية معا أو أحدهما وقد يضطرب فلا يحفظ نظما كل ذلك بحسب اختلاف المزاج بدنا وعضوا وأكثر أيامه في الدموية الممتلئة المحرورة عشرة أيام وأقله ثلاثة أيام وأوسطه ما بين ذلك وعد أبقراط طرو الدم لحظة حيضا ووافق على حد الأكثر المذكور عظيم الفلاسفة وقال جالينوس متى ما قصر عن أربعة وعشرين ساعة فليس بحيض وأكثره خمسة عشر دورة وبكل هذه قال أهل الشرع ثم إن كانت مبرودة سوداوية كان ابتداؤه بدم أسود غليظ نتن يلذع عند خروجه الجانب الأيسر أو دموية معتدلة بدأ بدم أحمر قتم إلى الحدة والحرقة في الجانب الأيمن أو صفراوية نحيفة بدأ بدم أصفر كدر إلى الرقة والحدة مع حرقة في عنق الرحم أو كانت بلغمية كان دمها غليظا باردا إلى البياض وقد يبقى مدة الأيام على اللون الأول وقد يتغير بحسب الأغذية والطوارئ لكن لابد وأن يكون الأغلب ما يتبع المزاج وقد صرح في اختصار الكون بأن الغذاء يكون منيا ودم حيض بعد اثنتين وسبعين ساعة من أخذه ولم يخالفه أحد وعندي فيه نظر لأنه يلزم أن يتحد المنى والدم في الزمان وقد صرحوا في أفعال القوى بأن الهاضمة تسلمه إلى الغاذية وهى إلى النامية وهى إلى المولدة التي تميز المنى فبينهما أربع مراتب لان الهاضمة تعطيه إلى الغاذية خلطا بالاجماع إذ ليس على الغاذية إلا جعله شبيها بالعضو هكذا فهم ولا أدرى معنى ما أجمعوا عليه. إذا عرفت هذا فاعلم أن أعدل النساء من يأتيها الحيض بعد عاشر الشهر وتطهر بعد عشرين ويكون الدم إلى الحمرة غالبا قليل النتونة والحدة لا يوجب لها فتورا ولا مغصا ولا صداعا ولا سوء هضم ويليها من كان دمها تابعا للمزاج وشر النساء من يبتدئها الحيض زمن الاحتراق ويكون أسود غليظا وبينهما وسائط ثم من كانت ممتلئة فيضعف فيها سيلان الدم ويكون أكثر أيامها جفافا وذات القضافة بالعكس وما حدث عند ورود الحيض من قشعريرة، فلغلبة الصفراء أو وجع في الظهر فللبلغم أو تحت السرة فلاحتراق وسدد وعاقة عن الحمل والحيض يختم في كل النساء باندفاق رطوبة
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع في تفصيل أحوال الأمراض الخ 2
2 حرف الألف 8
3 فصل في حال الدليل 24
4 فصل في أحكام القرآن 31
5 فصل في ذكر ما يومى اليه الكسوف والخسوف من الدلالة الخ 32
6 فصل في تقرير المبادي ووجه التعلق باستخراج الضمائر وارتباط العوالم الخ 33
7 فصل في خصوصيات الأدلة باعتبار الكواكب 35
8 فصل في أحوال الضمير والخلاف فيه 35
9 حرف الباء 38
10 الفصل الأول في صفة البيطار 51
11 الفصل الثاني في آلاته 51
12 الفصل الثالث في موضوع هذه الصناعة ومباديها وما يجب أن يعرفه الخ 52
13 الفصل الرابع فيما يختار منها وذكر عمرها وما يستدل به على سنها وغير ذلك 52
14 فصل ولما كان التشريح من أهم ما يجب أن يعرفه الطبيب قبل طب الإنسان الخ 3 5 فصل في الأخلاق السيئة في الحيوان الخ 54
15 فصل في ذكر أشياء تجري مجرى الفراسة من الإنسان الخ 55
16 فصل وإذ قد فرقنا من جزء العلم في هذه الصناعة فلنقل في عملها ما فيه كفاية الخ 56
17 فصل في علاج سمومها وذكر ما زاد على الإنسان 60
18 فصل في المختار من أدوية العين الخ 60
19 خاتمة تشتمل على ذكر ما يجري هنا مجرى الجزئيات من طب الإنسان 60
20 حرف الجيم 70
21 فصل ينبغي لمن أراد التلذذ به الميل بأغذيته إلى الحار الرطب الخ 72
22 (جغرافيا) 87
23 حرف الدال 91
24 حرف الهاء 101
25 هندسة 104
26 فصل في السطوح 106
27 فصل في الأشكال 106
28 فصل قد تقرر في قاطيغوريا أن السطح الخ 106
29 حرف الواو 110
30 حرف الزاي 114
31 حرف الحاء 121
32 فصل في ذكر الأدوية الموجبة للحبل 145
33 حرف الطاء 150
34 (طلسمات) 154
35 فصل في تشعبات أهل هذه الصناعة 156
36 فصل في الشروط الخاصة ملتقطة من كلام الرازي 157
37 فصل فيما يخص كل كوكب وبرج الخ 157
38 فصل في الأعمال وتدريجها إلى الكمال 160