تحريفا من المعربين وإنما الأصل أن يقال الغب شطرها وليس كذلك لأنه لما تساوى فيها الخلطان كانت نصفين نائبة وغبا وفى شرح الأسباب لا يلزم أن يكون المراد بالشطر النصف حقيقة فقد أطلق على الأقل في حديث نبوي يشير إلى ما رواه البيهقي (إن النساء يتركن الصلاة والصوم شطر دهرهن) وهو ضعيف وليس في اللغة ما يساعده لكن يجوز أن يراد الشطر باعتبار المقاومة في الكيف فان قليل الصفراء يقاوم كثير البلغم كالصبر والعسل وقد تنحصر ضروب هذه الحمى في أربعة لأنها إما أن تتركب من غب ونائبة أو غب ودائرة أو محرقة كذلك والنافض فيها بحسب الأصلين فيكون في الدائرتين كل يوم لكن يشتد يوم الصفراء كما مر ويعدم في العكس وفى الباقيتين يوما ويوما بالشروط السابقة وهكذا أنواع المركبات ثنائية كانت أو أكثر إلى أن تستقصى الثلثمائة وخمسا وثلاثين على القول بالحصر ومتى تميز البلغم عن الصفراء في هذه الحمى تسمى شطر الغب الخالصة وإلا قيل غير الخالصة وقلما تنحل قبل تسعة أشهر وقد تجاوز السنة لان الطبيعة متى توجهت بنفسها أو بموجب إلى حل أحد الخلطين قوى الآخر وهكذا (العلاج) إن لم تكن القوة ساقطة فالواجب عندي القئ بطبيخ الشبت والعسل يوما والسكنجبين آخر حتى يظهر نقاء الأعالي ثم اسق ماء العسل بالغاريقون يوما وشراب الأصول أو السكنجبين البزوري (آخر) وهذا الحب صحيح مجرب في هذه الحمى من تراكيبنا. وصنعته: صبر غاريقون سواء تربد إهليلج أصفر من كل نصف ورد منزوع سقمونيا حلتيت سكبينج من كل ربع مصطكي ثمن يحبب بماء الكرفس الشربة مثقال بشراب الأصول مطلقا وماء العسل في النائبة والسكنجبين في الدائرتين ويؤخذ مرتين في الأسبوع وظاهر أنه إن كان هناك إقلاع وجب الدواء في يومه وإلا قصد به اليوم الأخف وأما الغذاء فيجتهد أن يكون قبل النوب وإن كانت القوى ساقطة اقتصد في الاستفراغ وزيد في الغذاء.
* (خاتمة) * إذا حفظت الطبيعة دورها وانتظمت الأزمنة بأن حكمت كل يوم في الساعة الثالثة مثلا وانضبط فيها زمن الحر والبرد بقانون مقدر فالصحة مضمونة وإلا فلا ومتى زاد زمن البرد على زمن الحر في الباردة فالامر سهل وإلا فعسر جدا وبالعكس في الحارة وقد تعجز الحرارة عن تحليل ما يتعفن وينصب ما دامت منتشرة بالحركات واليقظة فإذا جاء ما يزجرها في الباطن من نوم وسكون ابتدأت نوبها ويقال لهذه الحمى الليلية وعلاجها علاج البلغمية وفيها بطء ولكنها غير رديئة وأما عكسها فهو الغالب ويقال إن الحميات الباردة إذا حكمت نوبها ليلا والحارة نهارا كانت رديئة (ثم للحميات مجربات كثيرة) منها ما يتعلق بالحروف والكتابات وسيأتى في الرقي والروحانيات ومنها ما يتعلق بالخواص النباتية والمعدنية والحيوانية مثل الطيون فإنه مجرب للربع أكلا وشربا وكذا الكرفس والبخور بالافسنتين وشرب اللؤلؤ وتعليق الياقوت والخلد والفأر وأكل طحال القنفذ والبخور بمرارته ومثل الحشيشة بخورا في البلغمية المعروفة بالورد وهى التي تنوب كل يوم وكذا الافسنتين وتعليق ثلاثة مثاقيل بلور قطعة واحدة في جلد شاة والبخور بعظم السلحفاة وتعليق أسنان الميت وأنفحة الأرنب شربا وبخورا وأكل لحم الفرس في مطلق الباردة وكذا شرب ماء القطلب بالسكر في الغب وتعليق الزعفران والمرجان والبخور بشعر البكر وخرقة أول حيضة في الغب ومثل ذلك شرب أربعة مثاقيل من ماء الكسفرة بماء الشمار الأخضر في الدموية والبخور بالشمع ومرارة الحجل وتعليق الطلق في قصبة خضراء قلعت آخر سبت في الشهر والبخور بعظم السمك والعاج وشرب ثلاثة قراريط منه مع ضعفها من الآبنوس وتخضيب الأطراف بالحناء والعصفر والزعفران معجونة بماء الكسفرة في مطلق الحميات وتعليق سبعة دراهم من ورق الآس