يسهل الولادة ويذهب حمى الربع، ومتى تجردت الحائض ورقدت مستلقية في مكان لم ينزل فيه البرد ولم يدن الذئب ولا الأسد منها قالوا ولا ينبغي أن تمارس شجر الزيتون بحال ولا الكوامخ المالحة ولا العجين. وأما السذاب فيفسده ذكرها وذكر النفساء فضلا عن الممارسة والكمون بعكس ذلك ويقال إنها إذا قابلت مرآة تكدر لونها ويفعل دمها بالصورة مجرب خصوصا على الخوى.
* (خاتمة في ذكر الموانع) * منها حراقات جميع المعادن كالمرتك وتخاميرها كالاسفيداج وحجر الكدان مع ثلثه مصطكي شربا مجرب وكذا ماء الورد إذا قطر على الجوزبوا وسحيق المغناطيس إذا شرب منه بعد الدم أربع شعيرات وكذا رماد الكرم وأظلاف الماعز وعظم الدجاج وجرب أيضا شرب عصارة الماميثا وقد حك فيه الأثمد ويتلافى خطر ذلك بشرب اللبن ومتى سحق بزر الكرنب النبطي مع ثلثه إثمد وربعه مصطكي وعجن بالقطران واحتمل فإنه مجرب وكذا إن أضيف إليه الزنجار ولولا خطر شربه لكان من أكبر الموانع لذلك، هذا ما تلخص ذكره من أحكام الحيض. واعلم أنه لم يحصل لأنثى غير بني آدم من الحيوان إلا الأرنب والخفاش من الطيور قيل والدابة ولم يصرح به صاحب الحكمة [حبل] ويقال حمل، ويذكر تفصيله في تدبير الصحة من كتبهم وعلاجه في الجزئيات وأمراض الرحم والكلام عليه بالنسبة إلى الاحكام اللاحقة للنوع مقدم إلا على المنى فلنشرع في تلخيص أحكامه مؤخرين الكلام على المنى رعاية للترتيب إلى موضعه فنقول: قد قام البرهان على أن اشتياق الرحم إلى الماء كاشتياق المعدة إلى الغذاء وأنه يشتمل عليه كاشتمالها على الغذاء فينضم ويجف عنقه وذلك من علامات الحبل. إذا علمت ذلك فاعلم أن الحبل مقرون بزمن الحيض وإن لم يشترط وجوده لجواز أن تحبل من شأنها الحيض وإن لم تحض فلا حبل قبل تسع ولا بعد خمسين إجماعا وما بينهما إن امتنع فلموجب (وأسبابه كثيرة) منها اختلاف الماءين بأن يسبق أحدهما فيفسد قبل الاجتماع وغلبة أحد الكيفيات الأربع على الرحم فتزلقه الرطوبة وتجمده البرودة وتحلله الحرارة وتجففه اليبوسة واختلاف الآلة قسرا فلا يبلغ الماء معدنه وغلظا فيزعزعه وعكسهما وفساد الأعضاء المولدة للماء إلى غير ذلك، فلنبدأ أولا بتدبيره ثم نذكر باقي أحكامه فنقول: يجب على من أراده أن يسلك القانون السابق ذكره في الجماع فلا يجامع أثر حيض حتى ينقى الرحم ولا في محاق واجتماع في برج ولا احتراق ولا أول شهر وأن يحسن غداءه قبل ثلاثة أيام وأن يتحرى الطوالع السعيدة فإذا فعل فليكن على متمكن ثابت وليأمر المرأة بالبقاء على حالة الاستلقاء نحو ثلث ساعة ثم تلزم الراحة والكف عن طفر ورقص ونزول من عال وأكل مزلق وجماع حتى تظهر العلامات ويبدأ التخلق من الطور الأول فان أطوار الحمل كما تضمنته الآية الشريفة سبعة كالكواكب، فالأول طور الماء وله التعلق بالكوكب الأول وهو زحل ومن ثم يكون الأنسب فيه كل بارد يابس يجمع ويقبض وهذا الطور أوله من وقوع الماء إلى أسبوع على الأصح يأتلف الماءان ويقع التفاعل والانفعال فيتخلق بعد أسبوع الغشاء الخارج ثم يلتئم داخله ولهذه المهلة عطف بثم لدلالتها على ذلك فقال تقدس اسمه (ثم جعلناه نطفة) وهذا هو الطور الثاني يتحول الماء فيه إلى النطفة بتولى المشترى فينقصر الماء ضاربا إلى الحمرة وترسم فيه الامتدادات إلى ستة عشر يوما فيكون علقة حمراء دموية بتولى المريخ وهذا هو الثالث ثم يتحول مضغة بتدبير الشمس وهو الرابع ويرتسم في وسطها شكل القلب على الأصح ثم الدماغ في رأس سبع وعشرين يوما ثم تتحول عظاما مخططة مفصلة في اثنين وثلاثين يوما وهذه المدة أقل مدة تتخلق فيها الذكور في آخر مزاج وزمان وسن ومكان وعكسه إلى خمسين