التبريد هنا مطلقا لاحتمال أن يحبس الحرارة بالتكثيف فتفسد ولكني أسكن اللذع أولا ثم أعطى ما يفتح ويرخى مثل الادهان فإذا اتفق دواء فيه التفتيح وإخراج الحرارة مع تسكين الألم فهو الغاية ولم يقع لي كذلك إلا هذا الداء فألفته فجاء عجيبا مجرب. وصنعته: ماء حي العالم ثلاث أواق دهن بنفسج أوقية ونصف شمع خام نصف أوقية يطبخ الدهن والماء حتى يذهب الثاني فيلقى عليه الشمع حتى يمتزج فيبرد ويلقى عليه درهم كافور محلولا في بياض بيضتين ويخلط ويرفع [حدبة] هي خروج بعض الفقرات عن السمت الطبيعي بخلط ونحوه قسرا فتبرز وتدخل في مادة نحو الفالج غير أن المادة هنا في العصبانيات والعظام وستعرف ضابط ذلك في النزلات. إذا تقرر هذا فاعلم أن الدماغ إذا ضعف عن تصريف ما صار إليه دفعة من طريق النخاع والأعصاب فمتى تحيز بين فقرتين فرق بينهما فإما أن يقع البروز إلى خلف وهو الحدبة بالقول المطلق أو قدام فالقصع والقعس أو أحد الجانبين فالميل والصدع والتعوج سواء كان الفاعل لذلك خلطا خرج في الكم أو الكيف كمزيد برد أو لزوجة أو ريح غليظ وتسمى ريح الأفرسة اصطلاحا معدولا عن الفرسة لا غلطا من الأطباء كما قاله الشيخ، وقيل رياح الأفرسة الحدبة مطلقا وقيل الميل خاصة والخروج فيها فإنه لازم لا العكس ولا الاقتران خلافا لزاعمه (وأسبابها) الجماع حال ضعف الدماغ والامتلاء والحركة العنيفة بعد التغذى بنحو الهرائس وبعد الاستفراغ (وعلامتها) وجع الأعصاب والارتخاء وفرط اليبس مع الامتلاء وكثرة الأغذية المولدة للخلط والبخار الغليظين (العلاج) لا شئ أجود من القئ بالفجل والشبت والعسل والبورق ثم فصد الباسليق ووضع المحاجم على الجهة المنحدبة ولو بالنار والاستفراغ بالأيارجات الكبار وأخذ المثرود يطوس وترياق الأربع ومعجون هرمس ثم معاودة الاستفراغ والمعاجين هكذا مع ملازمة الأضمدة والنطول بكل محلل مقطع كالأشق والحرف والزنجبيل والميعة ممزوجة بالألعبة متبوعة بالادهان الحارة كدهن القسط والبابونج والغار والناردين والنرجس وهذا الضماد مجرب من تراكيبنا. وصنعته: ترمس حلبة فول شعير سواء تنخل ويضاف إليها مثل نصفها حنظل مرضوض وربعها تين وربع التين من كل من بزر الكرفس والأشق والميعة والزعفران وأصل الكبر معجونة بالعسل ويستعمل هذا المعجون كل ثلاثة أيام مثقالين فإنه مجرب لم يختل مذ ركبته في النفع من سائر أمراض العصب. وصنعته: غاريقون تربد مغاث سورنجان من كل سبعة كابلي بسفايج فستق خولنجان من كل خمسة سكبينج أشق قسط دار صيني من كل أربعة صبر مصطكي عاقر قرحا جنطيانا حب غار قرنفل من كل ثلاثة تعجن بثلاثة أمثالها عسلا وترفع، ومن علاجها الجيد ربط الرصاص تارة فالخبز الحار فالجاورس فالملح مسخنين ثم الرصاص وهكذا وسيأتى في النساء والمفاصل باقي علاج هذه المواد [حفر] جسم يتراكم في الفم متصاعدا من المعدة ويستحجر على أصول السن هذا ما قرره جالينوس، وقال المتأخرون هو تلون السن كالخلط الغالب على أصولها وحكاه قوم خلافا والصحيح أن الحفر هو الجرم الزائد وتلون جوهر السن لاحق به وفائدة تحرير الخلاف وجوب صرف العناية في التلون إلى الدماغ وفى الزائدة إلى المعدة لأنه منها، وعلى كلا التقديرين يستدل على مادة هذه العلة بلونها فالأصفر على الصفراء والباذنجاني على مزيد السواد والأخضر على الباردين (وأسباب هذه العلة) زيادة الخلط والغفلة عن السواك والسنونات وطبق الفم عند النوم وتغطية الوجه والنوم قبل حلول الهضم وقلة الرياضة ثم إن اشتد تراكم المادة فسد جوهر السن وكذا إن اشتد التغير ومتى كانت المادة رقيقة عمت في الأغلب وكانت سريعة الانتشار وإلا العكس (العلاج) تجب تنقية الخلط الغالب بما أعد له ولا شئ كالأيارج في البلغم وطبيخ
(١٤٩)