تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٢ - الصفحة ١٣٤
لقلة التحليل ثم اشتداده آخرا وخفة الحرارة وكثرة العرق مع عفونة رائحته من ثم يكون النافض الشديد فيه دليل سرعة انقضائها وأما وجع الطحال فعلامة عامة لازمة لسائر أنواع الحمى السوداوية وقد تكون عن سوداء محترقة في نفسها (وعلامتها) ما ذكر من التزيد والاشتداد في نفس العلامات المذكورة أو عن احتراقها مع غيرها وهو الأكثر لأن هذه الحمى غالبا ما تكون متنقلة خصوصا إذا طالت الحميات أو أخطأ التدبير وحينئذ تكون علاماتها علامات ما كانت عنه أولا ثم تتركب العلامات في وسط الزمان ثم تعود علامات السوداء البحتة لانتهاء الاحتراق واضمحلال الخلط الأول مثاله إذا كانت عن الصفراء فان النبض أولا يكون سريعا صلبا متواترا ثم تتناقص السرعة ثم يبطئ وتزيد الصلابة وكذا العطش وقس على هذا وهذا التفصيل لم يصرح به أحد وقد شاهدته بالتجربة وهذه الحمى قد يقوى النافض فيها من بادئ الرأي لا للطفها ولكن لكثرة ما انصب منها إلى موضع التعفين الموسوم عندهم بمستوقد العفونة ويزول هذا الشك بالقئ أول النوب فان خف النافض فلما قلناه وإلا فالمادة مركبة ومتى تمحضت هذه الحمى عن السوداء فقل أن تقلع قبل السنة خصوصا إن ساء التدبير قالوا وأقل ما تقلع في نصف سنة وأما أنا فكثيرا ما زالت على يدي في خمس وأربعين يوما تقلع في الدور الخامس عشر وربما عادت مرة بعد فوات ثلاثة أدوار (العلاج) ما كان منها عن السوداء نفسها فالواجب أولا فيها القئ بهذا المغلى وهو عجيب النفع كثير الفائدة ألفت تركيبه وجربته فصح وحيا. وصنعته: شعير مقشور ست وثلاثون درهما إجاص أسطوخودس بسفايج تمر هندي من كل خمسة عشر أفتيمون عصا الراعي عناب بزر كرفس أصل خطمي بزر شاهترج وهندبا ورجلة ولب قثاء لسان ثور من كل سبعة قشر أصل الكبر زهر بنفسج ورد منزوع من كل أربعة يرض الكل ويطبخ بعشرة أمثاله ماء حتى يبقى الربع فيصفى ويستعمل فاترا بالسكر أو شراب البنفسج يكرر ست مرات أيام الراحة فان أقلعت وإلا فان ظهر تمام النضج فأعط سفوف السوداء بماء الجبن أياما وإلا فلبن اللقاح بالافتيمون حتى يتم النضج ثم السفوف المذكور فان زالت وإلا فأيارج لوغاذيا والترياق الكبير خطأ للقبض فاحذره ويجب الحمام يوم الراحة يكاثر فيه الاستنقاع في الأبازين والترطيب بالادهان الباردة ومتى زاد اليبس جاز الاحتقان بمرق الكوارع والرؤوس وكثيرا ما أزلتها بأخذ درهم من الغاريقون ونصف مثقال من كل من الحجر الأرمني واللؤلؤ وهو مجرب ويبدل الحجر بلازورد. وأما الأغذية فالبقول مثل الاسفاناخ والقرع والدجاج والسمين من صغار الضأن ومتى استوعبت النوبة يومها فلا تعط غذاء وإلا جاز إن اتسع الهضم وعلاجها إن احترقت عن الدم فصد الباسليق أولا من الأيمن حيث الطحال صحيح وإلا فمن الأيسر وهو تفصيل رفعت به الخلاف الواقع هنا ويستقصى في خروج الدم ما دام متغيرا ولو في دفعات إن قصرت القوة عن استيفائه في مرة ومتى فصد فخرج أحمر ضر قطعا ووجب قطعه وإلا تغلبت السوداء وأخطأ من فصد غير الباسليق هنا وهى زلة فاضل، ثم الواجب غب الفصد ملازمة هذا النقوع. وصنعته:
تين زبيب من كل أوقيتان عناب سبستان إجاص تمر هندي من كل أوقية أنواع الإهليلجات من كل نصف أوقية يشرب عنها وتغير كل ثلاث وبعضهم يطبخها فان تمادت بعد هذا التدبير وحب التدبير الأول وعلاج ما كان عن البلغم بالمغلى الأول أولا مع الجلنجبين السكري ثم سكنجبين البزور وماء الكرفس بالسكر وحب الحلتيت وعلاج ما كان عن الصفراء فبالسكنجبين الساذج وماء الشعير والترنجيين والبكتر والافتيمون باللبن وأي نوع من المذكورات تمادى بعد علاجه الأصلي فأعدله العلاج الأول لتمحض السوداء باستحكام الاحتراق [حمى الربع] الدائمة هي الكائنة عن
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع في تفصيل أحوال الأمراض الخ 2
2 حرف الألف 8
3 فصل في حال الدليل 24
4 فصل في أحكام القرآن 31
5 فصل في ذكر ما يومى اليه الكسوف والخسوف من الدلالة الخ 32
6 فصل في تقرير المبادي ووجه التعلق باستخراج الضمائر وارتباط العوالم الخ 33
7 فصل في خصوصيات الأدلة باعتبار الكواكب 35
8 فصل في أحوال الضمير والخلاف فيه 35
9 حرف الباء 38
10 الفصل الأول في صفة البيطار 51
11 الفصل الثاني في آلاته 51
12 الفصل الثالث في موضوع هذه الصناعة ومباديها وما يجب أن يعرفه الخ 52
13 الفصل الرابع فيما يختار منها وذكر عمرها وما يستدل به على سنها وغير ذلك 52
14 فصل ولما كان التشريح من أهم ما يجب أن يعرفه الطبيب قبل طب الإنسان الخ 3 5 فصل في الأخلاق السيئة في الحيوان الخ 54
15 فصل في ذكر أشياء تجري مجرى الفراسة من الإنسان الخ 55
16 فصل وإذ قد فرقنا من جزء العلم في هذه الصناعة فلنقل في عملها ما فيه كفاية الخ 56
17 فصل في علاج سمومها وذكر ما زاد على الإنسان 60
18 فصل في المختار من أدوية العين الخ 60
19 خاتمة تشتمل على ذكر ما يجري هنا مجرى الجزئيات من طب الإنسان 60
20 حرف الجيم 70
21 فصل ينبغي لمن أراد التلذذ به الميل بأغذيته إلى الحار الرطب الخ 72
22 (جغرافيا) 87
23 حرف الدال 91
24 حرف الهاء 101
25 هندسة 104
26 فصل في السطوح 106
27 فصل في الأشكال 106
28 فصل قد تقرر في قاطيغوريا أن السطح الخ 106
29 حرف الواو 110
30 حرف الزاي 114
31 حرف الحاء 121
32 فصل في ذكر الأدوية الموجبة للحبل 145
33 حرف الطاء 150
34 (طلسمات) 154
35 فصل في تشعبات أهل هذه الصناعة 156
36 فصل في الشروط الخاصة ملتقطة من كلام الرازي 157
37 فصل فيما يخص كل كوكب وبرج الخ 157
38 فصل في الأعمال وتدريجها إلى الكمال 160