تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ١ - الصفحة ٢٠٩
أصفهان عن زئبق جيد وكبريت ردئ ثم يطبخ بالحر فيصادفه يبس بمنعه عن كمال الانطراق على السلاح ومصنوع من النحاس جزء والتوتيا عشرة أجزاء يطعمها بالسبك بعد التنقية فيكون هذا أشد صفرة من المعدنية وأخف والمعدني أميل إلى الحرارة وكلها حارة في الثانية يابسة فيها أو الثالثة إذا أحرقت قلعت البياض ومنعت السلاق والجرب وتزيل الكلف وسائر الآثار والأورام طلاء بالعسل والماء الأصفر. ومن خواصها: أن زئبقها إذا خلص أقام القلقى بالقمر لأنه غير مستحكم الطبخ ومن ثم تنقص قوته بالسبك وأن الشرب في الأواني المعمولة منها يقوى القلب ويمنع الخفقان وضعف المعدة وهى تضر الطحال ويصلحها العسل وشربتها إلى دانق [شب] هي رطوبة مائية التأمت مع أجزاء غضة أرضية وانعقدت بالبرد عقدا غير محكم. قال أهل التحقيق المولدات التي لم تكمل صورها من المعدنيات أربعة أشياء شبوب وأملاح ونوشادرات وزاجات ونحن هنا بصدد الأول إذ كل في بابه، فنقول: الشب كله من المادة المذكورة لكن ينقسم بحسب اللون والطعم والشكل والقوام إلى ستة عشر نوعا وأجودها الشفاف الأبيض الضارب إلى الصفرة الصلب الرزين ويسمى اليماني لأنه يقطر من جبل صنعاء ثم يجمد ويليه نوع يحذو اللسان مع حمض وتربيع إلى استدارة والأول يسمى المشقق وهذا مدحرج وثالث لين الملمس رطب ينكسر بسرعة ورائحته إلى زهومة ويسمى شب زفر ويقال شب الزفر لقلعه إياه وهذه الثلاثة سهلة الوجود وجل الأطباء يقول إنه لا يتداوى بغيرها ومنه أصفر مستطيل وأحمر لا يضبطه شكل وأخضر إلى الزاجية ظاهر في الملوحة وهذه الثلاثة لا تأبى القواعد دخولها في الدواء إلا أنها بالصناعة أشبه، وأزرق وأسود إلى كمودة وكلاهما سم وباقي الأنواع لم نرها وكله حار في آخر الثانية يابس في وسط الثالثة أو حرارته في الأولى أو هو بارد فيها إذا كلس وسحق مع اللؤلؤ والسكر وقشر البيض وبعر الحرذون سواء قلع البياض كحلا مجرب وغلظ الأجفان والأورام ومع العفص والسماق الدمعة والرطوبات والحمرة الخالدة مجرب ويقطع الرعاف استنشاقا والنزف حمولا ويدمل الجروح ويأكل اللحم الزائد ويبرئ سائر القروح خصوصا مع الملح وبالعفص ودردي الخل يمنع سعى الأواكل وبماء الكرم الحكة والجرب وبالعسل سائر الآثار وبالشمع الداحس وبالماء القمل مع المرسين الرائحة الكريهة والعرق في الإبط وغيره ومع رماد أصل الكرنب القلاع وبالفوفل أوجاع السن ويثبتها ويشد اللثة ويقتل الأفاعي إذا رش عليها أو بخرت به وقد جرب أنه يمنع القئ والغثيان ويشد المعدة أكلا وإن غلى في زيت وقطر في الاذن فتح الصمم ونشف الرطوبات وإن احتمل منع الحمل وأصلح وجفف وإن مزج بالقطران فإنه أبلغ وإن لطخ على الترهل بالسمن أزاله. ومن خواصه: غسل الصدأ وجلاء المعادن وترويق الماء والشراب بسرعة وإن جعل تحت الوسادة منع الأحلام الرديئة وإن بخر به من أصيب بالعين صار فيه ثقب على صورة العين فيؤخذ ويجعل في قبلة المكان فلا تصاب أهله بالعين أبدا وهو يخشن القصبة ويورث السعال ويوقع في السل إلى درهمين وفوقها يقتل وحيا ويعالج بالقئ وشرب الزبد والفواكه وشربته قيراط وبدله النوشادر [شبث] بضم المعجمة وسكون الموحدة من العناكب [شب الأساكفة] الصاعد من القلى [شبوط] نوع من السمك [شبث] بالمثلثة ويقال بالمثناة لا زهر له بل ورق متراكم متداخل في بعضه كثير الرطوبة أصفر كريه الرائحة يوجد بالجبال والصخور بارد يابس في الثانية ملؤه يحبس القئ ويقوى المعدة ويقطع الدم حيث كان وينوب في أمراض العين عن الماميثا وتدبغ به الجلود فتطيب وتلين وهو أجود من العفص
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 المقدمة بحسب ما أسلفناه وفيها فصول: 4
3 فصل في تعداد العلوم وغايتها وحال هذا العلم معها 4
4 فصل ولما كان الطريق إلى استفادة العلوم إما الإلهام أو الفيض المنزل الخ 5
5 فصل وإذا قد عرفت المنزع والدستور في تقسيم العلوم فينبغي أن تعرف أن حال الطب معها على أربعة أقسام 7
6 فصل ينبغي لهذه الصناعة التعظيم والخضوع لمتعاطيها لينصح بذلها وكشف دقائقها 8
7 (الباب الأول في كليات هذا العلم والمدخل إليه 9
8 فصل وإذا كمل البدن مستتما بهذه الأمور صار حينئذ معروض أمور ثلاثة 13
9 فصل ومما يلحق بهذه الأسباب أمور تسمى اللوازم 15
10 فصل ومما يجري مجرى اللوازم الأحوال الثلاثة أعني الصحة والمرض والحالة المتوسطة 15
11 فصل ولما كانت هذه الأمراض قد تخفى على كثير كانت الحاجة مشتدة إلى إيضاحها الخ 16
12 فصل اعلم أن التناول أما فاعل بالمادة والكيفية ذاتا وعرضا وهو الغناء الخ 17
13 (الباب الثاني) في القوانين الجامعة لأحوال المفردات والمركبات الخ 19
14 فصل اعلم أن كل واحد من هذه المفردات والمركبات الخ 19
15 فصل وإنما كان التداوي والاغتذاء بهذه العقاقير للتناسب الواقع بين المتداوي والمتداوى به 20
16 الفصل الثاني في قوانين التركيب وما يجب فيه من الشروط والأحكام 30
17 (الباب الثالث) في ذكر ما تضمن الباب الثاني أصوله من المفردات والأقراباذينات 32
18 حرف الألف 33
19 حرف الباء 65
20 حرف التاء 90
21 حرف الثاء 100
22 حرف الجيم 102
23 حرف الحاء 113
24 حرف الخاء 135
25 حرف الدال 149
26 حرف الذال المعجمة 160
27 حرف الراء 164
28 حرف الزاي 172
29 جرف السين المهملة 185
30 حرف الشين 207
31 حرف الصاد 221
32 حرف الضاد المعجمة 225
33 حرف الطاء المهملة 229
34 حرف الظاء المعجمة 234
35 حرف العين المهملة 235
36 حرف الغين المعجمة 242
37 حرف الفاء 246
38 حرف القاف 253
39 حرف الكاف 265
40 حرف اللام 277
41 حرف الميم 286
42 حرف النون 326
43 حرف الهاء 334
44 حرف الواو 338
45 حرف الياء 340