ويلجأ إليك من بقية الأحزاب ورؤساء النفاق والشقاق لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والشاهد لعلي مع فضله المبين وسابقته القديمة أنصاره الذين معه الذين ذكرهم الله تعالى في القرآن ففضلهم وأثني عليهم من المهاجرين والأنصار فهم معه كتائب وعصائب يجالدون حوله بأسيافهم، ويهرقون دماءهم دونه، يرون الحق في اتباعه و الشقاء في خلافه.
فكيف يا لك الويل تعدل نفسك بعلي وهو وارث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووصيه وأبو ولده، وأول الناس له اتباعا وأقربهم به عهدا، يخبره بسره ويطلعه على أمره، وأنت عدوه وابن عدوه.؟!
فتمتع في دنياك ما استطعت بباطلك، وليمددك بن العاص في غوايتك، فكأن أجلك قد انقضي، وكيدك قد وهي، وسوف يتبين لك لمن تكون العاقبة العليا!
واعلم أنك إنما تكايد ربك الذي قد أمنت كيده، وآيست من روحه وهو لك بالمرصاد، وأنت منه في غرور. والسلام على من اتبع الهدي (1).
وهذه الرسالة التي كتبها محمد بن أبي بكر فيها حقائق دامغة لكل باحث عن الحقيقة، فهي تصف معاوية بأنه ضال مضل وأنه لعين ابن لعين، وأنه يعمل كل ما في وسعه لإطفاء نور الله ويبذل الأموال لتحريف الدين ويبغي لدين الله الغوائل، وأنه عدو الله ولرسوله ويعمل بالباطل بإعانة عمرو بن العاص.
كما وأن الرسالة تكشف عن فضائل ومزايا علي بن أبي طالب (عليه السلام) التي لم يسبقه إليها سابق ولا يلحقه إليها لاحق، والحق أن لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) من الفضائل والمزايا أكثر مما عدده محمد بن أبي بكر بكثير، ولكن الذي يهمنا في هذا الباب هو رد معاوية بن أبي سفيان على هذه الرسالة، لتعرف أيها الباحث عن الحقيقة خفايا ودسائس التاريخ وتكتشف من خلالها خيوط المؤامرة التي أبعدت الخلافة عن صاحبها الشرعي وتسببت في انحراف الأمة، فإليك الرد.