6 - عصمة النبي وتأثيرها على " أهل السنة والجماعة " إن نظرية العصمة مختلف فيها عند المسلمين، وهي في الحقيقة العامل الوحيد الذي يفرض على المسلمين أن يتقبلوا أحكام النبي صلى الله عليه وآله وسلم بدون نقاش ولا جدال، إذا ما اعتقدوا في أنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، فلا يؤمنون بأن أقوال النبي وأحكامه إذا لم تكن قرأنا يتلى، فهي مجرد اجتهاد منه.
أما إذا اعتقدوا هذا الاعتقاد وسلموا بأن الأمر كله الله وليس النبي إلا واسطة للتبليغ والبيان فقط، فهم شيعة وقد اشتهر كثير من الصحابة بهذا الاعتقاد وعلى رأس هؤلاء الإمام علي (عليه السلام) الذي ما كان يغير من سنة النبي قليلا ولا كثيرا باعتبارها من وحي الله، فلا يجوز استعمال الرأي والاجتهاد مقابل أحكام الله سبحان وتعالى.
وأما إذا اعتقدوا أن النبي غير معصوم في أقواله وأفعاله والعصمة لا تختص إلا بالقرآن الكريم وما يتلى من آياته، وما عدا ذلك فهو كسائر البشر يخطئ ويصيب، أما إذا قالوا بهذا فإنهم " أهل السنة والجماعة " الذين يجوزون أن يجتهد الصحابة و العلماء مقابل أقوال وأحكام النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما يتماشى والمصلحة العامة طبقا للظروف التي تقتضيها الحال حسب رأي الحاكم في كل زمان.
وإنه غني عن البيان بأن مدرسة الخلفاء الراشدين (باستثناء الإمام علي) قد اجتهدوا بآرائهم مقابل السنة النبوية ثم ذهبوا شوطا أبعد فاجتهدوا مقابل