وبهذا يتبين لنا جليا بأن الصحابة لم ينكروا على عثمان تغييره للسنة النبوية ، فقد عرفنا من صحاحهم كيف أنهم يخالفون سنة النبي ولا يخالفونه في بدعه، ولكنهم ثارت ثائرتهم عليه من أجل الدنيا الدنيئة لكسب المال والجاه والسلطان.
وهم الذين حاربوا عليا دون هوادة لأنه لم يولهم المناصب وطالبهم أن يرجعوا الأموال التي جمعوها بغير حق إلى بيت مال المسلمين ليستفيد منها المساكين.
لك الله يا أبا الحسن، يا من حافظت على كتاب ربك وسنة ابن عمك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكنت إمام المتقين وناصر المستضعفين وكان شيعتك هم الفائزون إذ أنهم تمسكوا بكتاب الله وسنة رسوله بالتفافهم حولك وانقطاعهم إليك.
فهل تصدق أيها القارئ العزيز والباحث اللبيب بعد كل ما مر عليك من أبحاث بأن أتباع عثمان بن عفان هم أهل السنة، وأتباع علي هم الروافض وأهل البدع؟
فاحكم بما أراك الله إن كنت من المنصفين.
إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس إن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به، إن الله كان سميعا بصيرا (النساء: 58).
صدق الله العلي العظيم 4 - طلحة بن عبيد الله:
إنه من كبار الصحابة المشهورين وهو أحد السنة الذين رشحهم عمر بن الخطاب للخلافة وقال فيه بأنه مؤمن الرضا كافر الغضب يوما إنسان ويوما شيطان، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة على زعم أهل السنة والجماعة.
وعندما نبحث عن شخصية هذا الرجل في كتب التاريخ يتبين لنا بأنه من عشاق الدنيا ، من الذين غرتهم وجرتهم وراءها فباعوا دينهم من أجلها وخسروا أنفسهم وما ربحت تجارتهم ويوم القيامة يندمون.