الشيعة في نظر أهل السنة إذا استثنينا بعض العلماء المعاصرين الذين أنصفوا في كتاباتهم عن الشيعة بما تفرضه عليهم الأخلاق الإسلامية، فإن الأغلبية الساحقة منهم قديما وحديثا لا زالوا يكتبون عن الشيعة بعقلية الأمويين الحاقدين، فتراهم في كل واحد يهيمون ويقولون ما لا يفقهون، ويسبون ويشتمون ويتقولون افتراء وبهتانا على شيعة آل البيت ما هم منه براء، ويكفرونهم ينبذونهم بالألقاب اقتداء بسلفهم الصالح معاوية وأضرابه ، الذين استولوا على الخلافة الإسلامية بالقوة والقهر والمكر والدهاء والخيانة والنفاق.
فمرة يكتبون بأن الشيعة هي فرقة من تأسيس عبد الله بن سبأ اليهودي، ومرة يكتبون بأنهم من أصل المجوس، وأنهم روافض قبحهم الله، وأنهم أخطر على الإسلام من اليهود والنصارى، ومرة يكتبون بأنهم منافقون لأنهم يعملون بالتقية وأنهم إباحيون يبيحون نكاح المحارم ويحللون المتعة وهي زنا، والبعض يكتب بأن لهم قرآنا غير قرآننا، وأنهم يبعدون عليا والأئمة من بنيه ويبغضون محمدا وجبريل وأنهم وأنهم.
ولا يمر عام إلا ويطلع علينا كتاب أو مجموعة كتب من أولئك العلماء الذين يتزعمون أهل السنة والجماعة بزعمهم وكله تكفير واستهانة بالشيعة.
وليس لهم في ذلك مبرر ولا دافع إلا إرضاء أسيادهم الذين لهم مصلحة في تمزيق الأمة وتفريقها والعمل على إبادتها. كما ليس لهم فيما يكتبون من حجة ولا دليل سوى التعصب الأعمى والحقد الدفين والجهل المقيت، وتقليد السلف