فقد قامت سياستهم على مخالفته في كل شئ والعمل بضده. حيث اشتهر (سلام الله عليه) بأنه كان يبالغ في الجهر بالبسملة حتى في الصلاة السرية.
وهذا ليس ادعاء منا أو من الشيعة، فنحن لم نعتمد في كل ما كتبنا إلا على كتب " أهل السنة والجماعة " وتصريحاتهم.
وقد ذكر الإمام النيسابوري في تفسير غرائب القرآن، وبعد ذكره للروايات المتناقضة عن أنس بن مالك قال: " وفيها تهمة أخرى، وهي أن عليا (رضي الله عنه) كان يبالغ في الجهر بالتسمية، ولما كان زمن بني أمية بالغوا في المنع من الجهر سيعا منهم في إبطال آثار علي بن أبي طالب، فلعله إنما خاف منهم فلهذا اضطراب أقواله " (1) كما صرح الشيخ أبو زهرة ما يقارب هذا المعنى إذ قال: " لا بد أن يكون للحكم الأموي أثر في اختفاء كثير من آثار علي (عليه السلام) في القضاء والإفتاء، لأنه ليس من المعقول أن يلعنوا عليا فوق المنابر، وأن يتركوا العلماء يتحدثون بعلمه و ينقلون فتاواه وأقواله للناس، وخصوصا ما يتصل بأساس الحكم الإسلامي " (2) والحمد الله الذي أظهر الحق على لسان بعض علمائهم فاعترفوا بأن عليا كان يبالغ في الجهر ببسم الله الرحمان الرحيم.
ونستنتج بأن الذي دعاه (سلام الله عليه) أن يبالغ في الجهر بالتسمية، هو أن الخلفاء الذين سبقوه تركوها إما عمدا أو سهوا واقتدى بهم الناس فأصبحت سنة متبعة وهي بلا شك مبطلة للصلاة إذا ما تركت عمدا، وإلا لما بالغ الإمام علي (عليه السلام) في الجهر بها حتى في الصلاة السرية.
ثم إننا نشتم من روايات أنس بن مالك التزلف لإرضاء بني أمية الذين أطروه و أغدقوا عليه الأموال وبنوا له القصور لأنه من المناوئين لعلي (عليه السلام) هو الآخر ويظهر بغضه لأمير المؤمنين (عليه السلام) من قصة الطير