المقدمة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ومولانا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، وبعد.
لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: مداد العلماء أفضل عند الله من دماء الشهداء.
كان لزاما على كل عالم أو كاتب أن يكتب للناس ما يراه صالحا لهدايتهم وإصلاح ذات بينهم وجمع كلمتهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور، لأن الإنسان إذا ما استشهد في سبيل الله وهي دعوة الحق من أجل إقامة العدل، فقد لا يتأثر به إلا الذي حضره، ولكن العالم الذي يعلم الناس ويكتب قد يتأثر بعلمه كثير من القراء من أبناء جيله ويبقى كتابه منارا للأجيال اللاحقة جيلا بعد جيل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، فكل شئ تنقصه النفقة إلا العلم فإنه يزكو بالإنفاق.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس، أو خير لك من الدنيا وما فيها. فكم من كاتب توفي منذ قرون عديدة وأصبحت عظامه رميما ولكن أفكاره وعلومه بقيت من خلال كتابه الذي قد يطبع مئات المرات عبر الأجيال فتستلهم الناس منه الهداية والتوفيق.
وإذا كان الشهيد حيا عند ربه يرزق فكذلك العالم الذي كان سببا في هداية الناس فهو حي عند ربه وعند العباد يذكرونه بأحسن ذكر ويدعون له ويستغفرون.