وإلا فإن معاوية يعرف أكثر من حديث المنزلة في فضل ابن أبي طالب ويعرف أيضا بأنه أولى الناس بعد الرسول وذلك ما صرح به في الرسالة التي بعث بها إلى محمد بن أبي بكر والتي سيأتي ذكرها إن شاء الله قريبا.
وهل امتنع معاوية عن سب ولعن أمير المؤمنين عندما علم من سعد بذلك الحديث وأكدته له أم سلمة عندما سألها؟
كلا، إنه تمادى في غيه أكثر وأخذته العزة بالإثم فأصبح يلعن عليا وكل أهل بيته وحمل الناس على ذلك حتى شب عليه الصغير وهرم عليه الكبير وتواصل ذلك ثمانين عاما أو أكثر.
فمن حاجك فيه من بعد ما جائك من العلم، فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم، ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين (آل عمران: 61).
صدق الله العلي العظيم 7 - عبد الرحمان بن عوف كان اسمه في الجاهلية عبد عمرو فسماه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عبد الرحمن وهو من بني زهرة وهو ابن عم سعد بن أبي وقاص.
هو من كبار الصحابة ومن المهاجرين الأولين وشهد مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم المشاهد كلها، وهو أيضا من السنة الذين رشحهم عمر بن الخطاب للخلافة، بل جعله رئيسا على مجلس الشورى والمقدم عليهم جميعا إذ قال: وإذا اختلفتم فكونوا في الشق الذي فيه عبد الرحمان بن عوف.
وهو أيضا من العشرة المبشرين بالجنة في اعتقاد أهل السنة والجماعة.
وعبد الرحمان بن عوف كما هو مشهور من التجار الكبار في قريش والذي ترك ثروة ضخمة وأموالا بلغت حسب المؤرخين: ألف بعير ومائة فرس وعشرة آلاف شاة، وأرضا كانت تزرع على عشرين ناضحا، وخرجت كل واحدة من نسائه الأربع بنصيبها من المال الذي تركه فكان أربعة وثمانين ألفا (1).