المشوي عندما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " اللهم إئتني بأحب الخلق إليك يأكل معي هذا الطير "، فجاء علي يستأذن فرده أنس ثلاث مرات، ولما عرف النبي في المرة الرابعة قال لأنس: ما حملك على ما فعلت؟ قال أنس: رجوت أن يكون واحدا من الأنصار. (1) ويكفي هذا الصحابي أن يسمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعو ربه بأن يأتيه بأحب الخلق إليه، ويستجيب الله لدعاء رسوله فيأتيه بعلي (عليه السلام)، ولكن بغض أنس له يحمله على الكذب فيرد عليا مدعيا بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حاجة له ويتكرر منه الكذاب ثلاث مرات متوالية لأنه لم يقبل أن يكون علي (عليه السلام) أحب الخلق إلي الله بعد رسوله، ولكن عليا اقتحم الباب في المرة الرابعة ودخل، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ما حسبك عني يا علي؟ قال: جئتك فردني أنس ثلاث مرات، قال: ما حملك على ذلك يا أنس؟ قال: يا رسول الله سمعت دعاءك فأحببت أن يكون رجلا من قومي.
والتاريخ بعد ذلك يحدثنا بأن أنس بقي علي بغضه للإمام (عليه السلام) طيلة حياته، وهو الذي استشهده علي يوم الرحبة بحديث الغدير فكتم الشهادة ودعا عليه الإمام (عليه السلام) فلم يقم من مجلسه إلا أبرص، فكيف لا يصبح أنسا من المناوئين لعلي (عليه السلام) وهو يبغضه ويتقرب إلي أعدائه بالبراءة منه.
لكل ذلك جاءت روايته في خصوص البسملة تفوح بالولاء لمعاوية بن أبي سفيان إذ يقول: " صليت خلف النبي وأبي بكر وعمر وعثمان " ويعني بذلك أنه ما كان يقبل بالصلاة وراء علي، وهو بالضبط ما كان يريده معاوية وأتباعه من رفع ذكر الخلفاء الثلاثة وطمس ذكر علي (عليه السلام) وعدم التحدث باسمه.
وبما أنه ثبت من طريق أئمة العترة الطاهرة وشيعتهم بأن عليا (عليه السلام)